وزارة الفلاحة تأمر بضخ 200 ألف طن من البطاطا في السوق قبل نهاية الشهر أعطت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أمرا لجميع مخزني مادة البطاطا بإخراج 200 ألف طن وتسويقها قبل نهاية الشهر الجاري الذي يتزامن مع دخول الإنتاج الجديد من هذه المادة، وطمأنت جميع المواطنين بأن البطاطا التي تعتبر مادة غذائية أساسية على موائد المواطنين متوفرة بالشكل الكافي، مرجعة سبب ارتفاع أسعارها أيام العيد وما بعده إلى غياب تجار التجزئة ما فسح المجال أمام المضاربين للتدخل. طمأنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عبر المدير العام للديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم صحراوي بن علال جميع المواطنين بأن مادة البطاطا متوفرة بالشكل الكافي في أسواق الجملة، وبأن الدولة ساهرة على ضبط هذا المنتوج، وقال صحراوي بن علال في ندوة أمس بالعاصمة، أنه تم تخزين مليوني قنطار من البطاطا بالتعاون مع المنتجين، وبداية من شهر سبتمبر المنصرم شُرع في إخراج وتسويق هذه المادة بطريقة منظمة، وأوضح أن 50 ألف طن سوّقت من سبتمبر إلى غاية الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في استقرار تموين السوق بهذه المادة، و أضاف أن 100 ألف طن ستضخ في السوق في العشرة أيام المقبلة على أن يتم ضخ 100 ألف طن أخرى نهاية شهر أكتوبر، وهو ما يتزامن مع دخول الإنتاج الجديد من البطاطا إلى السوق. وبالنسبة لفترة عيد الأضحى التي سجلت فيها ندرة في مادة البطاطا وارتفاع في الأسعار وصل إلى أكثر من 100 دينار للكيلوغرام الواحد، قال مدير الديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم أن وزارة الفلاحة أمرت المخزنين ورخصت لهم بإخراج وتسويق مادة البطاطا قبل العيد وهو ما تم بالفعل، وقد وقف هو شخصيا على ذلك في العديد من أسواق الجملة عبر بعض الولايات، لكن تجار التجزئة الذين من المفروض أن يتكفلوا بنقلها وتسويقها في المدن والأسواق كانوا غائبين الشيء الذي فتح المجال بعد ذلك للمضاربين الذين تدخلوا في العملية وفعلوا فعلتهم بعد ذلك ما أدى إلى تسجيل ارتفاع في الأسعار اشتكى منه المواطنون. ويعتبر المتحدث أن أسعار مادة البطاطا معقولة وهي تتراوح بين 45 إلى 55 دينارا للكيلوغرام الواحد بالنسبة للبطاطا المجمدة، وبين 50 إلى 64 دينارا للكيلوغرام الواحد بالنسبة للبطاطا الطازجة في أسواق الجملة، لكن غياب حلقة تجار التجزئة أدى بالمخزنين أيام العيد إلى إعادة المنتوج إلى أماكن التخزين، وهو ما يفسر الفارق الموجود في سعر المادة بين أسواق الجملة وأسعار التجزئة. من جانبه، قال زميله في الديوان طه حموش أن فترة الأعياد يقع فيها عادة خلل في منطق العرض والطلب، وكان العرض متوفرا في أسواق الجملة، لكن الطلب كان ناقصا- أي غياب تجار التجزئة- الشيء الذي أدى إلى وقوع ندرة في السوق بالنسبة لهذه المادة أيام عيد الأضحى، داعيا إلى وجوب وجود تكامل بين جميع حلقات التسويق والإنتاج. وكشف حموش في ذات السياق أن إنتاج الجزائر من البطاطا وصل هذا العام إلى أكثر من 44 مليون قنطار وهو رقم قياسي، وأوضح أن البطاطا انتاج موسمي يجنى في شهري اكتوبر وأفريل وبالتالي فإن الوزارة الوصية تتدخل لضبطه عبر التخزين ثم تسويق الكمية المخزنة في فترات الراحة، واعتبر أن ضح 200 ألف طن من هنا إلى نهاية شهر أكتوبر سيؤدي إلى انخفاض الأسعار وعودتها إلى طبيعتها. لكن عاشور مصطفى رئيس شعبة الخضر والفواكه باتحاد التجار اشتكى من المضاربين، وقال أن قرابة 70بالمئة من البطاطا تباع في الأسواق الموازية تحت مرأى ومسمع الجميع دون أن يتدخل احد لردع هؤلاء المضاربين الذين يأخذون ربحا يصل إلى الضعف دون أي مجهود.