مناضلات حرب التحرير هن من تطوعن لوضع القنابل دون أن يطلب منهن أحد ذلك أكدت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، في مداخلة قدمتها أمس خلال ندوة تاريخية حول دور المرأة إبان الكفاح المسلح نظمت بجامعة قسنطينة2 ، بأن مناضلات حرب التحرير هن من تطوعن لوضع القنابل في الأحياء و المقاهي التي كان يرتادها «الكولون» إبان الثورة، دون أن يطلب منهن أحد ذلك ، لأن المرأة الجزائرية كانت مؤمنة بأهمية المشاركة في الكفاح و مقتنعة بمسؤوليتها تجاه الوطن. زهرة ظريف بيطاط صرحت بأنه « لولا النساء لما كان الكفاح ممكنا»، واصفة دور المرأة الجزائرية في حرب التحرير بالمحوري و الأساسي، مؤكدة بأن الثورة ما كانت لتحافظ على توازنها أو تحقق كل ما حققته لولا تواجد الجزائريات كدعامة أساسية للمجاهدين و كخلفية شاملة لنشاطهم، خصوصا وأن المرأة الجزائرية لم تغب يوما عن ميدان الكفاح، و لا كمناضلة و مربية و حاضنة للقاءات المجاهدين. و أضافت المجاهدة، بأن النساء كن بمثابة عنصرا أساسيا في معادلة الثورة خارج و داخل السجون، حيث شاركن في العمل المسلح من خلال وضع القنابل ، و نقلن السلاح و أخفينه، كما استقبلن المجاهدين و لعبن دور الحامي و الحارس خلال لقاءاتهم. كما أن دورهن لم يتوقف حتى داخل السجون ، أين كانت المجاهدات تعملن على نشر التعليم بينهن و تبادل المهارات بغية تلقينها لغيرهن عند الخروج، خصوصا وأن نسبة الأمية كانت تناهز 95 بالمائة أيام الاستعمار، زيادة على دورهن في الحفاظ على اللغة و الدين و العادات و التقاليد. و أضافت ظريف بيطاط، بأن ما قدمته المجاهدات لا يقل شأنا عن تضحيات أشقائهن في الجبهة، فهن كذلك دخلن السجون و عذبن و أعدمن، فالاستعمار حسب شهادتها كان لا يفرق بين المرأة و الرجل داخل غرف التعذيب، و ما قد يروى من حقائق عاشتها المجاهدات يفوق وصفه الجرائم ضد الإنسانية. و في خضم حديثها عن كفاح المرأة، أكدت المجاهدة بأن أسر المجاهدات الثلاث فضيلة مسيلي، حرية بازي و مريم بن ميهوب، شكل نقطة تحول بالنسبة لنظرة المستعمر للمرأة الجزائرية، التي كانت تختزل حرائر الوطن في « فاطمة» المرأة الفقيرة الجاهلة المنكسرة الخادمة. كما اغتنمت الفرصة للإشارة إلى أنه من الخطأ اختزال الثورة في معركة الجزائر، لأن ما حدث قبل و بعد 1954 « لم يكن حرب بين جيشين متعادلين بل كان حربا قادها جيش ضد شعب». من جهتهم، شدد المشاركون في الندوة على أهمية إنشاء منظمة قادرة على الوصول بعملية كتابة تاريخ الجزائر إلى بر الأمان بطريقة أكاديمية قائمة على أسس علمية و موضوعية.