220ألف نسمة بالذرعان والبسباس تطالب بحل مشكلة ملوحة المياه الشروب يشتكي زهاء 220ألف نسمة ببلديات الجهة الغربية لدائرتي الذرعان والبسباس بمجموع 7بلديات بولاية الطارف، نقصا كبيرا في التزود بالمياه الشروب،رغم نوعيتها الرديئة الممزوجة بنسبة عالية من الملوحة تقدر ب16ملغ /اللتر ،الشيء الذي تسبب في إصابتهم بأمراض مستعصية . وذكر ممثلون عن السكان في اتصالهم مع "النصر " ،بأنه و رغم تخصيص الجهات المعنية مبلغ 70مليار سنتيم للقضاء على مشكلة ملوحة المياه الشروب بالجهة الغربية بتزويدهم بالمياه العذبة من سد ماكسة انطلاقا من محطة الملاحة بمطار عنابة ، إلا أن ذلك لم يقض على المشكلة بعد ظهور عيوب تقنية على المشروع وفشله في ظرف وجيز ، رغم الأموال الباهظة التي صرفت عليه ، حيث انفجرت القناة الرئيسية على طول 20كلم في عدة مواقع و ظهر عليها الاهتراء بسبب نوعية القنوات ، وهو ما أدى إلى ضياع جل كميات المياه الموزعة في التسربات ما إنعكس على وضعية التموين بالمياه قبل أن تنقطع نهائيا . و أشاروا إلى أن مشكلة ملوحة المياه التي تعرفها الجهة تبقى وراء تنامي ظاهرة باعة المياه العذبة المتجولين الذين ازدهرت تجارتهم بسبب تزايد حدة الطلب على المياه الشروب، بعد مقاطعتهم نهائيا استهلاك المياه المالحة التي تصل بيوتهم والتي تبقى غير صالحة حتى للغسيل عدا التنظيف . وأردف هؤلاء عن إحصاء حوالي 200شاحنة صهريج تجوب الشوارع والأحياء بعضها يعمل خارج الرقابة الصحية لتزويد حاجياتهم من هذه المادة الحيوية بمبالغ متفاوتة بين3دنانير و 4دنانير للتر الواحد وهو ما ينذر بوقوع كارثة صحية، خاصة مع تزايد صهاريج مجهولة تعمل دون تراخيص ، فيما قال آخرون بأن الحاجة دفعتهم إلى كراء مركبات نفعية في جماعات لجلب المياه من الينابيع الطبيعية والجبلية التي تعرف طوابير ومعارك طاحنة يوميا من أجل الظفر بقليل من المياه للشرب والطهي ، فيما لجأ البعض الآخر إلى جلب المياه من آبار بوقلاز ذات المذاق العذب ببوثلجة على بعد 45كلم وهو ما زاد في متاعبهم . وأضاف السكان بأن مشكلة ملوحة المياه الشروب التي يشتكون منها تبقى وراء هجرة العائلات نحو مدينة عنابة والبلديات الحضرية الأخرى بالجوار هروبا من المعاناة مع تزايد حاجتهم للماء، خصوصا وأن المشكلة عادة ما تتفاقم صيفا مع جفاف مصادر المياه الأخرى كالينابيع الطبيعية أمام تراجع نسبة تدفقها ، الأمر الذي بقى وراء تنامي ظاهرة إنجاز الآبار الفوضوية التي باتت الملاذ الوحيد للسكان لتلبية حاجياتهم من المياه وتخليصهم من العطش ، حيث يسجل تزايد انتشار الآبار في الآونة الأخيرة بسبب ملوحة المياه والنقص الحاد في التزود بالمياه الشروب. و إستعجل السكان السلطات المحلية التدخل العاجل لإيجاد حل لمشكلة ملوحة المياه الشروب لإنهاء معاناتهم ، خصوصا وأن هذا المطلب يبقى من أهم الإنشغالات المرفوعة للجهات المحلية والمركزية .في حين أشارت مصادر مسؤولة بمديرية الري عن تخصيص مبلغ يناهز 100مليار سنتيم للقضاء على مشكلة ملوحة المياه بدائرتي الذرعان والبسباس ، انطلاقا من سد ما كسة على مسافة 25كلم بما فيها تجديد القنوات الرئيسية التي توجد في حالة مهترئة للغاية والتي أثرت سلبا على كمية المياه الموزعة بسبب حدة التسربات، وهو المشروع الذي أوكل لشركة المياه والتطهير ، ما سيضع حد لمعاناة السكان مع المشكلة المطروحة نهائيا، علاوة على ذلك تقرر تجديد شبكة التوزيع لعدد من البلديات ، والبداية ستكون من بلدية الذرعان لمحاربة التسربات أمام تدهور حالة الشبكة الحالية عن آخرها والتي تعود لسنوات خلت . ق باديس