أطفال في عمر الزهور يحاولون التعايش مع مضاعفات أورام «الساركوما العظمية»الخبيثة لا زال مرض «الساركوما العظمية» يتسبب في مضاعفات خطيرة عند الأطفال، أهمها بتر الأطراف السفلية، حيث يعاني أطفال في عمر الزهور من آلام متقطعة أحيانا و مستمرة أحيانا أخرى يعجز الكبار عن تحملها فماذا عن الصغار. و حسب البروفيسورة عائشة جمعة رئيسة مصلحة العلاج بالأشعة بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة فإن مصلحتها تستقبل حوالي20حالة في السنة، يتعرّض أغلبها لبتر أحد الساقين بسبب تقدم المرض. أطفال ينخر سرطان الأنسجة الرخوية "الساركوما" عظامهم بأورامه الخبيثة التي أدت بالكثيرين منهم إلى اللجوء إلى أطراف اصطناعية لأنها لم تترك خيارا أمام معالجيهم سوى البتر لمنع السرطان من الانتشار أكثر. معاذ صاحب ال14ربيعا، عيّنة من عشرات الحالات التي عاشت هذه المعاناة و اضطر الأطباء إلى بتر ساقه اليسرى بعد انتشار الساركوما إلى عظمتي الساق، لإنقاذ روح الصغير الذي كان حينها يبلغ من العمر سوى 11سة، و الذي أسر للنصر بنبرة حزينة بأنه رغم مرور ثلاث سنوات على الحادثة إلا أنه لم يتعوّد بعد على الساق الاصطناعية التي عوضت ساقه الطبيعية»لا أستطيع الجري مع أصدقائي مثلما كنت في السابق و «البروتيز»لن تنجح في تعويض ما فقدته»و هنا تتدخل والدته للتخفيف عنه قائلة»المهم أنك بيننا و هذا هو المهم». معاذ الذي حضر إلى مستشفى قسنطينة لإجراء بعض الفحوصات المنتظمة للتأكد من عدم عودة الأورام الخبيثة، لم يخف خوفه من عودة المرض الذي حرمه من النوم طيلة سنة لتكرر الألم معه طيلة اليوم و بشكل خاص ليلا مثلما سرد. و ذكرت والدة معاذ بأنها لم تسمع عن هذا النوع من السرطان إلى غاية إصابة ابنها به، لقلة تناول الإعلام الصحي له، عكس باقي السرطانات التي يكثر الحديث عنها لا سيّما في الأيام العالمية الخاصة بكل نوع. مرض نادر قابل للشفاء عند التشخيص المبكر و أكد عدد من المختصين في الأورام السرطانية و أمراض العظام، بأن جل الحالات يتم تشخيص المرض لديها في مرحلة متقدمة، مما يجعل عملية احتوائها جراحيا معقدة، في حين أن «الحالات التي تم تشخيص المرض لديها مبكرا، تمكنت من الإفلات من كابوس البتر»، تقول البروفيسورة عائشة جمعة، مشيرة إلى الحالات التي تمكن الأطباء المختصون في أمراض العظام و الرضوض من منع تطور مضاعفات الساركوما في بدايتها، بفضل العلاج المناسب و المتوّفر حسبها. و تحدثت البروفيسورة عن حالة اليأس التي يعيشها المرضى الصغار الذين يضطرون لتحمل مراحل العلاج بالأشعة بعد خضوعهم لعملية بتر غالبا ما تكون على مستوى إحدى الساقين. و أوضحت بأن المصلحة سجلت متابعة مختلف أنواع الساركوما عند الناشئين و بشكل خاص ساركوما العين و العظام، مضيفة بأن أعراض المرض تظهر سريعا في شكل أوجاع موضعية تتزايد مع الوقت لدرجة يصعب تحملها، تصاحبها في بعض الأحيان حمى، مؤكدة بأن الكثير من الحالات يتضاعف عندهم المرض بسبب النقائل السرطانية»ميتاستاز». تسجيل ما بين 80 و100حالة جديدة سنويا عند البالغين رغم أنه مرض نادر، إلا أن مصلحة العلاج بالأشعة تحصي سنويا ما بين 80و100 حالة مصابة بهذا الورم الخبيث في أوساط البالغين، يتعرض أكثر من 60بالمائة منهم لبتر أحد الأطراف، و هو ما يستدعي الكشف المبكر، لتجنب انتقال السرطان، حيث حذر عدد من الأطباء من تهاون بعض المرضى و اكتفائهم بتناول الأدوية المهدئة التي تفقد نجاعتها مع تعقد الحالة و تضاعف الألم يوما بعد يوم و الذي تبرز معه أعراض المرض الخطيرة. و أكد عدد من الأطباء الذين تحدثنا إليهم أن الساركوما العظمية «osteosarcome «يبقى من الأنواع الأكثر انتشارا للأورام الخبيثة التي تصيب الهيكل العظمي. و عن الفترة التي يتم تشخيص أعراض المرض، أوضح الأطباء بأن الساركوما تكون مصحوبة بآلام و شعور المريض بكتلة صلبة على مستوى المفاصل مع حمى و احمرار موضعي و كدمات مؤلمة و هو ما يسهل التشخيص الذي غالبا ما يكون بين 3و 6أشهر منذ بدء ظهور الأعراض الأولى.