مرافقو مريض ينهالون ضربا على طبيب جراح بمستشفى بوزيدي أصيب عشية يوم أمس الأول أحد الأطباء الجراحين بجروح بليغة على مستوى الوجه ، إثر تعرضه لإعتداء داخل مصلحة الإستعجلات لمستشفى بوزيدي بولاية برج بوعريريج ، من طرف 06 أشخاص كانوا رفقة أحد المرضى ، انهالوا عليه ضربا مباشرة بعد توجيههم إلى عيادة عمومية مجاورة ، أمام مرأى زملائه و المرضى وقد شهدت مصلحة الإستعجالات إثر هذا الحادث حالة فوضى و رعب بين المرضى و الطاقم الطبي ، ما استدعى إبلاغ مصالح الأمن و تدخلها لفك الشجار . وأكد العديد من الممرضين و الأطباء أن الاعتداء كان " وحشيا " ضد زميلهم المعروف بكفاءته العالية و سمعته الطيبة في مجال جراحة العظام حيث سبق له و أن أجرى عدة عمليات دقيقة على مستوى أربطة اليد و الركبة و كللت جميعها بالنجاح ، ما دفعهم إلى الدخول في إضراب و تنظيم وقفة احتجاجية لمساندة زميلهم في محنته . مع العلم أن الاعتداءات اللفظية و الجسدية ضد الطاقم الطبي أصبحت تتكرر بشكل يكاد يكون يوميا من طرف أهالي المرضى بالنظر إلى العامل النفسي ، و كذا الاكتظاظ الحاصل بمصلحة الإستعجالات ، ما يتسبب في تأخر فحص المرضى و توجيههم إلى عيادات أخرى في حين تعطى الأولوية في العلاج للحالات الخطيرة و المستعجلة . الطبيب ضحية الاعتداء يتواجد حاليا بمصلحة جراحة الوجه بالمستشفى الجامعي لقسنطينة ، و أوضح في اتصال هاتفي أنه فضل خدمة المواطنين في ثاني أيام العيد على البقاء مع عائلته ، ليكون ضحية اعتداء من أهل المريض بعد فحصه و التأكد من عدم خطورة حالته ، أين قام بتوجيههم إلى عيادة أخرى بالنظر إلى كثافة العمل و اكتظاظ المصلحة بالمرضى ، و هو الأمر الذي لم يستسغه مرافقو المريض ، الذين انهالوا عليه بالشتائم و الضرب ، ما أدى إلى إحداث جرح وورم في خده إضافة إلى تسبب لكمة قوية على مستوى الفم في تحطيم أحد أسنانه . و أوضح الطبيب المصاب معمري ر أنه لن يتسامح في حقه خاصة و أن الاعتداء كان أمام زملائه و جميع المرضى و من دون مبرر ، مشيرا إلى التقدم بشكوى أمام مصالح الأمن و حصوله على شهادة عجز لمدة شهر كامل ، و قد تم اقتياد الفاعلين إلى مركز الشرطة للاستماع إلى أقوالهم في القضية.من جهة أخرى أكدت مصادر من داخل المستشفى أن الاعتداء حرك السلطات بالولاية ، و ينوي الطاقم الطبي في ظل تكرر هذه الاعتداءات توجيه لائحة من المطالب لإدارة الصحة و المستشفى قصد حمايتهم من مثل هذه التصرفات و توفير الأمن داخل مصلحة الاستعجالات.وأكد بعض المرضى و المواطنين ،أن المستشفى الولائي أصبح غير قادر على تلبية انشغالات المواطنين ، ما أثر بالسلب على الخدمات المقدمة للمرضى ، حيث عادة ما يتطلب الأمر معارف من داخل المستشفى لإجراء العمليات الجراحية ، ما يدفعهم بالتوجه إلى العيادات الخاصة رغم وضعهم الاجتماعي المزري ، في وقت لازالت ولاية البرج ترث هذا المستشفى منذ حقبة من الزمن رغم تضاعف تعداد سكانها إلى أكثر من 635 ألف نسمة ، و هو الأمر الذي ينطبق كذلك على عيادة الأمومة و الطفولة التي تبقى خدماتها بعيدة عن طموحات المواطنين.