دعت وزيرة الخارجية الاسبانية السلطات المغربية إلى فك الخناق عن الصحافة الدولية وفسح الطريق أمام مراسلي وسائل الإعلام الاسبانية لزيارة المناطق الصحراوية المحتلة لتقصي الحقيقة . وقد أفردت الصحافة الإسبانية صفحات بالصور حول الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة العيون وتداعياتها في الشارع الإسباني، مبرزة أن جّل الأحزاب السياسية بمجلس الشيوخ الإسباني قد شجبت هجومات قوات القمع المغربية ضد الصحراويين، وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا ترى مؤشرات تتعلق بالإرهاب بالصحراء الغربية، في حين أن المغرب يشير إلى تنظيم القاعدة لتبرير ما قام به بالعيون من مجزرة، ولاحظت جريدة "الموندو" وجود انقسام داخل الحكومة الاسبانية نتيجة الخضوع للمملكة المغربية، مبرزة دعوة وزيرة الخارجية الرباط لفتح الطريق أمام الصحافة الاسبانية، كما انفردت صحيفة الباييس بنشر صورة للناشطين الاسبانية ايزابيل تيراثا والمكسيكي أنطونيو بيلاثكيث لدى وصولهما أمس الأربعاء إلى مطار لاص بالماص بأرخبيل الكناري، وأفادت جريدة "لاراثون" أن الاتحاد الأوروبي يعتزم مناقشة أزمة الصحراء الغربية مع المغرب شهر ديسمبر المقبل، ونبّهت يومية "بوبليكو" إلى أن الرباط خدعت مسيّري المخيم الصحراوي والحكومة الاسبانية ركعت أمام المغرب. من جهته أدان حزب اليسار الموحّد للمعارضة الاسبانية "بشدة" خضوع حكومة بلده للمغرب باعتبارها قوة احتلال، حيث أكد مسؤول السياسة الدولية لهذا الحزب ويلي ميير في مداخلة أمام البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي أن تملص الحكومة الاسبانية من مسؤولياتها في إدارة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وانضمامها لقوة احتلال غير شرعية تجعلها متواطئة في كافة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب تلقائيا من قبل الشرطة والجيش المغربيين، ووصف الحكومة الاسبانية بامتداد للقوات العسكرية المغربية في الصحراء الغربيةالمحتلة بشكل غير شرعي، وذلك بسبب رفضها إدانة عنف تفكيك المخيم الذي نصب بالقرب من العيون ومقتل صحراويين من بينهم اسباني، وكذا عدم إصرارها على المغرب للمطالبة بدخول صحفيين وملاحظين دوليين.وفي هذا السياق ذّكر النائب الأوروبي باللقاء الذي جمع مؤخرا نائب رئيس الحكومة الاسبانية ألفريدو بيريز روبلاكابا بوزير الداخلية المغربي طيب الشرقاوي الذي وصفه ب"مسؤول القمع"، متأسفا لكون هذا اللقاء جرى دون أن تعبّر اسبانيا بصريح العبارة عن إدانتها لتفكيك مخيم الحرية الذي أدى إلى وضع استثنائي في إقليم الصحراء الغربية، ودعا ويلي ماير نائب رئيس الحكومة الاسباني إلى ضرورة دعوة ممثل عن جبهة البوليساريو في أقرب الآجال لتقديم معلومات له عن الرواية الصحراوية للأحداث التي تناقض معلومات الحكومة المغربية غير المثبتة، مضيفا أن عدم إدانة نائب الرئيس لعمليات طرد الصحفيين والمسؤولين السياسيين الأوروبيين "يعكس صورة الخضوع التام للقوات العسكرية والاستعمارية المغربية التي تحتل الصحراء الغربية بشكل غير شرعي"، كما أكد أن التعتيم الإعلامي بشأن المعلومات المتعلقة بالصحراء الغربية والحصار المفروض لمنع قدوم ملاحظين دوليين، هي محاولة للتستر على الجرائم المرتكبة خلال تفكيك مخيم الحرية وما وقع من توقيفات بعد ذلك .