امتحان جاد للخضر وفرصة الجماهير لاكتشاف لحسن يخوض المنتخب الوطني سهرة اليوم مباراة ودية ضد نظيره الصربي، في خرجة تستقطب اهتمام الجماهير الجزائرية، لأن هذه المواجهة تعد الظهور الأول لتشكيلة رابح سعدان منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا، كما أنها تعتبر المحطة الأولى في برنامج تحضيرات الخضر تحسبا للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، لأن الآمال المعلقة على النخبة الجزائرية عريضة في تسجيل ظهور مشرف يليق بسمعة الممثل الوحيد للكرة العربية في العرس الكروي العالمي القادم. لقاء اليوم يعد محطة جادة في برنامج استعدادات المنتخب الوطني لموعد الصائفة المقبلة، لأن أغلب العناصر الوطنية أصبح تعاني من نقص المنافسة، خاصة و أن الركائز الأساسية للمنتخب لم تعد قادرة على ضمان المشاركة و لو لدقائق معدودات في أنديتها الأوروبية،لا سيما الألمانية منها، كما هو الحال بالنسبة لكريم زياني و عنتر يحيى، لأن هذا الثنائي ظل بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية منذ إسدال الستار على فعاليات " كان 2010 "، إضافة إلى كريم مطمور الذي فقد مكانته ضمن التشكيلة الأساسية لنادي بوريسيامانشنغلادباخ الألماني، و كذا العائد إلى تعداد " الخضر " عمري شادلي الذي لم يعد أساسيا في فريق ماينز، و هي وضعية تجعل الناخب الوطني رابح سعدان مطالب أكثر من أي وقت مضى بضرورة تدارك الأمر لتمكين اللاعبين من المحافظة على ديناميكيتهم المعهودة على الأقل في مباريات المنتخب، ولو أن مشكل الإصابات يبقى مطروحا على مستوى النخبة الجزائرية، لأن الطاقم الفني كان قد أعفى الرباعي بوعزة، مغني، صايفي و بزاز من هذه المقابلة بسبب الإصابة التي تعرض لها كل عنصر في دورة أنغولا، قبل أن تتسع قائمة المصابين بانضمام القائد يزيد منصوري إلى هذا الرباعي، و كذلك الحارس الوناس قواوي الذي لم يستعد عافيته بعد، بينما تبقى مشاركة جمال عبدون في هذا اللقاء غير مؤكدة، كونه أحس بآلام عند إلتحاقه بأرض الوطن سهرة الأحد الماضي، و هي غيابات سيكون لها تأثير نسبي على الآداء الجماعي للمنتخب، رغم أن أنظار الجزائريين ستكون مشدودة في هذه المواجهة صوب الوافد الجديد مهدي لحسن الذي سيتقمص الألوان الوطنية لأول مرة في حياته، إذ أن الفرصة مواتية للجمهور الجزائري لإكتشاف الوجه الجديد في المنتخب، مادام لاعب راسينغ سانتاندير الإسباني مرشح للمشاركة كأساسي بحكم غياب منصوري بسبب الإصابة، كما أن تعداد " الخضر" في هذه المباراة سيعرف عودة كل من لاعب وسط الميدان عمري شادلي بعد غيابه عن المنتخب لأزيد من سنتين، و كذا المهاجم رفيق جبور الذي كان قد غاب عن التشكيلة في موعد أنغولا بسبب الظروف الإستثنائية التي مر بها في تلك الفترة، و هو تدعيم من شأنه أن يعطي ديناميكية أكثر للقاطرة الأمامية، لأن غزال يجد طريقه إلى شباك المنافسين كلما كان جبور إلى جانبه في الهجوم، و إشكالية العقم الهجومي و غياب الفعالية طفت إلى السطح في اللقاءات التي خاضها المنتخب الوطني في العرس الكروي القاري الأخير، و عليه يمكن القول بأن المدرب سعدان سيحاول إعادة ركائز المنتخب إلى أجواء المنافسة في ظل التهميش الكبير الذي تعاني منه على مستوى أنديتها، لأن خوض المونديال يستوجب الإعتماد على لاعبين جاهزين بدنيا، فنيا و تكتيكيا، و ملازمة دوليينا كرسي الإحتياط تتطلب عملا جبارا في التربصات و المعسكرات الإعدادية. عودة الخضر إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي تأتي بعد انتهاء المرحلة التصفوية و التي كان فيها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة المعقل المفضل و فأل الخير الذي صنع به جزء كبير من ملحمة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، و ستكون مباراة اليوم الثانية التي سيجريها المنتخب الوطني بهذا المركب منذ عودة سعدان إلى العارضة الفنية في أكتوبر 2007، لأن زياني و رفاقه كانوا قد خاضوا مقابلة ودية ضد منتخب الأوروغواي في شهر أوت من السنة الماضية، قبل أن يفضلوا مواصلة التصفيات بالبليدة، و عليه فإن المباراة من المنتظر أن تلعب أمام جمهور قياسي، مادامت ال 55 ألف تذكرة التي تم طرحها للبيع بيعت في ظرف زمني لم يتعد الثلاث ساعات، و هو أمر يعكس المكانة التي أصبح يحظى بها المنتخب في قلوب ملايين المناصرين و حتى المناصرات، لأن الآمال تبقى معلقة على العناصر الوطنية لتأدية مشوار ناجح في مونديال جنوب إفريقيا. موعد سهرة اليوم يمكن اعتباره بمثابة إمتحان حقيقي للتشكيلة الجزائرية بعد الإختبارات الجادة التي كانت قد خضعت لها في التصفيات أو في " كان أنغولا " بملاقاة عمالقة القارة السمراء من حجم كوت ديفوار، مالي و مصر، لكن خاصية لقاء هذه السهرة أن المنافس من القارة الأوروبية، و المنتخب الوطني سيلعب في الدور الأول من المونديال في الفوج الثالث الذي يضم منتخبين من نفس القارة، و يتعلق الأمر بإنجلترا و سلوفينيا، و منافس اليوم هو منتخب صربيا الذي يبقى من أقوى المنتخبات في أوروبا، و هو منشغل أيضا بالتحضير للمونديال حيث في المجموعة الرابعة إلى جانب كل من ألمانيا، أستراليا و غانا، و " الصرب " يمتازون في طريقة لعبهم بالإندفاع البدني الكبير و المهارات الفنية الفردية العالية، و قد عمد المدرب رادومير أنتيتش إلى استدعاء كامل نجوم المنتخب بمن فيهم قائد إنتر ميلانو الإيطالي و صانع الألعاب ستانكوفيتش، و المهاجم زيكيتش المحترف في فالنسيا الإسباني و ترسانة من المحترفين في إنجلترا، ألمانيا و إيطاليا ، علما و أن منتخب صربيا شارك في 10 دورات لنهائيات كأس العالم في عهد دولة يوغوسلافيا الموحدة، و قد اقتطع تأشيرة العبور إلى جنوب إفريقيا كمتصدر لمجموعة ضمت كل من فرنسا، إيرلندا الشمالية، النمسا، رومانيا، ليتوانيا و جزر فروي، و هو الإنجاز الذي مكن " الصرب " من الإرتقاء إلى المركز التاسع عشر في ترتيب الفيفا.