وصل المنتخب الوطني في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس السبت إلى مدينة بولوكواني على متن طائرة تابعة لشركة "ساوث أفريكا إكسبريس" أقلت الوفد الجزائري من مطار مارغيث بضاحية سان لامير، بعد رحلة جوية دامت ساعة ونصف، ورافق الخضر على نفس الطائرة وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار إلى جانب الطاقم الفني والغداري وجميع اللاعبين (50 فردا)، والتحق الخضر مباشرة بعد وصولهم بفندق "لاند مارك لودج" على بعد 18 كلم من مطار بولوكوان و12 كلم من ملعب بيتر موكابا الذي سيحتضن مواجهة اليوم أمام سلوفينيا، و قد حظي الخضر بإستقبال حار من طرف المئات من المناصرين الجزائريين الذين أصروا على مغادرة بريتوريا المقر الرسمي للإقامة، و التنقل برا من أجل تحفيز العناصر الوطنية، الأمر الذي حول مطار بولوكواني إلى مدينة جزائرية فوق العادة، حيث رفرف العلم الوطني عاليا، و كانت الأجواء كبيرة، رغم أن العناصر الوطنية كانت محاطة بحزام أمني بشري، أبقى اللاعبين بعيدين عن أوركيسترا المناصرين و حتى الإعلاميين،لأن الجهات المنظمة عمدت إلى تعزيز التغطية الأمنية على مستوى المطارات و مقرات إقامة المنتخبات. و كان المئات من المشجعين الجزائريين قد شدوا الرحال ظهيرة أول أمس الجمعة من بريتوريا بإتجاه بولوكواني بواسطة سيارات الأجرة على مسافة 273 كيلومتر، بتكلفة 300 راند، لأن الرحلات المبرمجة لنقل المناصرين من إقامة هويس إيريكا في ساعة مبكرة من فجر اليوم، لكن تعلق الأنصار الجزائريين بمنتخبهم جعل " الأمواج البشرية " تتجه على دفعات صوب بولوكواني، لأن ساعة الحسم قد دقت، و كل مناصر ظل يحلم بالتواجد على مقربة من مقر إقامة الخضر، لأن المنتخب كان في الأيام الماضية يقيم في فندق " موندازور " المعزول كلية عن المحيط الخارجي، بحكم موقعه الجغرافي البعيد جدا عن صخب المونديال، بدليل أن عدد الجزائريين الذين سجلوا حضورهم بضاحية سان لامير منذ وصول المنتخب الوطني إلى هذا المنتجع لم يتجاوز العشرات، أغلبهم من موفدي وسائل الإعلام، غير أن الوضع إختلف عند تنقل زياني و رفاقه إلى بولوكواني 24 ساعة قبل موعد المباراة، لأن الجماهير الجزائرية غزت هذه المدينة، و على الرغم من أن عددها لن يتجاوز ال 4 آلاف مناصر إلا أن طريقة التشجيع المميزة تجعل الخضر يحظون بدعم و مساندة الآلاف من الجنوب إفريقيين، الذين أعربوا عن وقوفهم إلى جانب الجزائريين في جميع المباريات، هذا في الوقت الذي لم تشهد شوارع جوهانسبورغ على مدار الأيام الأربعة الفارطة حضورا يلفت الإنتباه بالنسبة لمشجعي المنتخب السلوفيني، رغم أن منتخبهم أقام بجوهانسبورغ منذ حطه الرحال بجنوب إفريقيا في السابع من شهر جوان الحالي. هذه المعطيات توحي بان الحضور الجزائري سيكون مميزا في مدرجات ملعب بيتر موكابا ظهيرة اليوم، لأن المناصرين اعدوا العدة لإنجاح العرس الذي سيقام بمناسبة أول ظهور للخضر في مونديال جنوب إفريقيا، على ان يكون العرس أكبر بشوارع بولوكواني في حال تمكن " كومندوس سعدان " من تسجيل نتيجة إيجابية، لأن العودة إلى بريتوريا ستكون في موكب إحتفالي كبير إنطلاقا من بولوكواني.