لن أتقبل فكرة عودة المصريين لمهرجان السينما بوهران قالت الممثلة فريدة كريم الشهيرة باسم " خالتي بوعلام " للنصر أنه ليس باستطاعتها نسيان الإهانات المصرية و تقبل فكرة عودتهم لمهرجان السينما بوهران في الطبعة المقبلة . و أكدت في حوار صريح فتحت فيه قلبها لجمهورها أنها تحن كثيرا لفترة حمراوي حبيب شوقي ، حيث : "كان الفنانون و المنتجون لا يتوقفون عن العمل طيلة السنة، و كان الإنتاج ذو مستوى أرقى " كما قالت ، معربة عن أسفها لأن الفنان الجزائري يموت ببطء من الفراغ الكبير الذي يعاني منه في ظل غياب الإنتاج. هل لديك إنتاج جديد تعودين به إلى جمهورك الذي يتساءل عن سبب غيابك الطويل خاصة خلال شهر رمضان ؟ - للأسف لا جديد يذكر لا في التلفزيون و لا حتى في الإذاعة، فحتى المسرح الإذاعي متوقف، نحن بصراحة نموت في هدوء و لا أحد يدري، و أنا محبطة من هذا الفراغ القاتل. لقد خرجت لتوي من مبنى الإذاعة و أخبروني أنه لا يوجد نصوص أو حصص جديدة و هذا شيء مؤسف. في كل الأحوال أنا أتقاضي دخلي الشهري من الإذاعة و لكني أحب عملي و أبحث دائما عن كل ما هو جديد ، و لا أعرف ما يحدث في الوسط الفني حاليا، كل الأبواب موصدة و لا توجد بوادر ملموسة للانفراج في الوقت الذي تعمل فيه دول عربية بجد للتحضير لمسلسلات رمضان. *برأيك ما هو سبب هذا الجمود في فترة يفترض أن يبدأ فيها المخرجون و المنتجون في التفكير في أعمال جديدة لشهر رمضان؟ - لا أعرف، فالوضع متجمد بطريقة مقلقة، إدارة التلفزيون تبقي أبوابها مغلقة في وجه الكتاب و المخرجين، و الذي يدفع ثمن ذلك هو الفنان و الجمهور الذي يعاني من رداءة الأعمال المقدمة إليه. وقد لاحظ الجميع المستوى الهابط و الرديء الذي ظهرت به آخر طبعة لبرنامج "ألحان و شباب "مثلا، المتبارون أصواتهم رديئة و غير مؤهلين أصلا للغناء ، كما أن الجانب التنظيمي يعانى من الكثير من النقائص. كما استغربت عدم دعوتي أو دعوة فنانين آخرين أمضوا مشوارا طويلا في عالم الفن . فأكبر تقدير يمنح للفنان هو إتاحة فرص العمل له ، ناهيك عن التقديرات المعنوية من خلال إشراكه في أهم النشاطات الفنية و الثقافية، أحترم مدير التلفزيون السابق لأنه إنسان مثقف و فنان ، و أعتقد انه الوحيد الذي استطاع آن يعيد التلفزيون الجزائري إلى الزمن الذهبي في فترة الإخوة شريط. وأصارحك بأني أشعر بالخجل وأنا أسير في الشارع عندما التقي بمعارفي و بجمهوري الذي يسألني بإلحاح عن الجديد و إن كانوا سيروني قريبا على الشاشة ، ولا أجد جوابا مقنعا لأقوله لهم لأني أنا الأخرى لا أفهم ما يحدث و هذا حال بقية الفنانين اليوم . *ما رأيك في قناة " نسمة " و هل تعتقدين أنها حققت فعلا فكرة القناة المغاربية التي لمت الشمل ؟ - لا أتصور ذلك ، و لا يجب أن نغطي الشمس بالغربال فنسمة قناة تونسية قبل كل شيء ، و فكرة توحيد المغرب العربي في قناة تلفزيونية واحدة هي ضرب من الخيال، فعندما يتم دعوة فنان جزائري على بلاطو "ناس النسمة" يبدو و كأنه موجود كواجهة لا غير بينما يحتفي البرنامج بقوة بالضيوف التونسيين أو المغاربة. شخصيا لا أتصور نفسي ضيفة على القناة لأنني لن أشعر بالرضا عن المكانة التي سيضعونني فيها كما فعلوا مع العديد من الفنانين الجزائريين المتألقين كالممثل الرائع كمال بوعكاز الذي تفوق إمكانياته و مواهبه قدرات الكثير من فنانيهم ، بينما سأكون أكثر فخرا في بلدي التي أحبها حتى النخاع لأني فيها سأكون داخل بيتي الذي يحفظ لي كل كرامتي. فالجزائري بطبعه كريم و مضياف و نحن نعرف كيف نعطي قيمة حقيقية للفنانين اللذين نستضيفهم و لكننا لا نحظى للأسف الشديد بنفس المعاملة من قبل " الإخوة" كما حدث مع مصر مثلا. *ماذا سيكون موقفك من تواجد فنانين مصريين في مهرجان الفيلم العربي وهران في الطبعة المقبلة ؟ - بصراحة لا يمكنني آن أنسى كل الإهانات التي وجهوها لنا و البدء من جديد معهم لأني " خالتي بوعلام" جزائرية حتى النخاع ، و لا أتسامح عندما يتعلق الأمر بكرامة وطني و لو حدث و ذهبت لمهرجان وهران سأرتدي أحلى كاراكو و سأمشي متباهية بهويتي غير مبالية بهم كليا، لأنهم أثبتوا أنهم لا يستحقون التقدير الذي أحطناهم به من قبل . *عقب شهر رمضان قمت بالعديد من التصريحات حول مسلسل " ذاكرة الجسد" و أبديت استياء كبيرا من إقصاء الممثلين الجزائريين فيه، هل كنت تتمنين المشاركة فيه و في أي دور كنت تحبين الظهور؟ -" ذاكرة الجسد" قصة جزائرية لكاتبة جزائرية فلماذا نستعين بالسوريين لتجسيده؟ رغم أننا نملك ممثلين و تقنيين في المستوى ، فرغم أن الفن الجزائري تأثر سلبا بالعشرية السوداء التي أعادتنا سنوات إلى الوراء، بقينا قادرين على العطاء و لا أدري الآن لماذا نوجه هذه الطعنات لأنفسنا، هل مازال لدينا "حركى" . عندما بدأت بمشاهدته كنت أتوقع آن أجد ممثلين جزائريين و لكني صدمت بغيابهم و بقصة الرواية التي تحولت إلى إغراء أكثر من أي شيء آخر. *كيف تتوقعين آن تكون الشبكة البرامجية لرمضان المقبل؟ - (تضحك) كيف يمكن أن تكون و إلى الآن لم يتم الحديث عن مشاريع مسلسلات أو برامج تحضر له. بصراحة أتصور أن يكون أسوء من رمضان الماضي لأنه لا توجد أي بوادر للتغيير أو التحسين. الممثلون يريدون تقديم الأفضل و يبحثون عن العمل و لكن الإنتاج مجمد، و التحضير في الدقائق الأخيرة قبل شهر رمضان هو عمل ارتجالي لا يعطي إنتاجا في المستوى الذي نطمح إليه. و مع ذلك أقول أن الفنانين الجزائريين الذين يشكون الفراغ يستطيعون رفع التحدي و إنجاز أعمال جميلة في فترة قصيرة.