جئنا للمونديال من أجل التعلم والمرور إلى الدور الثاني أصبح في حكم المستحيل مبعوث النصر : صالح فرطاس أعتبر الناخب الوطني رابح سعدان الهزيمة التي مني بها الخضر أمام سلوفينيا غير مستحقة، و أرجع سببها إلى الهفوات البدائية المرتكبة من عنصرين بارزين في التشكيلة، و هي الأخطاء التي دفعته يذهب على حد الجزم بأن المنتخب الجزائري لا يزال في مرحلة التمرس و التعلم بالإحتكاك بمنتخبات من الطراز العالي، لأن الكرة الجزائرية غابت عن المونديال لنحو ربع قرن من الزمن، و عودتها إلى العالمية بالتواجد في نهائيات كأس العالم يعد على حد قوله إنجازا باهرا لا بد من الإشادة به. سعدان و في الندوة الصحفية التي نشطها بمركز الصحافة عقب مباراة الأمس أوضح بان المنتخب الوطني يستحق التعادل على الأقل بالنظر إلى المردود الذي قدمه خاصة في الشوط الأول، لكن نقص خبرة اللاعبين في منافسات من حجم المونديال كلف المنتخب هزيمة وصفها بالقاسية، لكنه و مع ذلك أكد بأنه لا يحمل المسؤولية للحارس شاوشي، و قد صرح في هذا الشأن قائلا : " حقيقة فإن الهدف الذي تلقيناه كان بخطأ من الحارس، إلا أنني سارعت إلى الرفع من معنوياته بعد نهاية المقابلة، لأنه لم يتمكن من تقدير مسار الكرة بالشكل الصحيح و السليم، و سبب ذلك هو أرضية الميدان التي كنت قد تحفظت بخصوصها، و أكدت بأنها تبقى أكبر هاجس أخشاه، كون لاعبينا غير متعودين على الأرضيات المغطاة بالعشب نصف الطبيعي، كما أننا نعد من ضحايا كرة جابولاني التي طرحت مشاكل عويصة للحراس ". من هذا المنطلق أشار الناخب الوطني إلى أن شاوشي لا يمكن أن يلام على الهدف الذي تلقاه، و أنه يبقى أفضل حارس في الجزائر، و الطاقم الفني سيجدد الثقة فيه للعب كأساسي في مباراة الجمعة القادم ضد إنجلترا، إلا إذا كان هو قد تقدم بطلب يقضي بإعفائه من المشاركة ضمن التشكيلة الأساسية، و هنا فتح سعدان قوسا ليشير إلى ان اللاعبين كانوا قد أبدوا تعاطفهم الكبير مع شاوشي داخل غرف تغيير الملابس، بعد أن أقدم على ذرف دموع الحسرة و الأسى على الهدف القاتل الذي تلقاه، و الذي كلف المنتخب هزيمة غير مستحقة، لكن شاوشي كما قال سعدان سارع إلى الإعتذار لزملائه كونه اعتبر نفسه المتسبب الرئيسي في الهزيمة، لكن اللاعبين و الطاقم الفني تضامنوا معه، و قد ضرب الشيخ مثالا في هذا الصدد بحارس منتخب إنجلترا غرين الذي كان بدوره قد إرتكب خطأ فادحا كلفه هدف التعادل للمنتخب الأمريكي في مقابلة أول أمس السبت، و مع ذلك فإن المدرب كابيلو رفع من معنوياته و أبقاه ضمن التشكيلة طيلة المقابلة، مما يعني حسب ذات المتحدث " بأنني لا بد ان أثق في شاوشي ليس للرفع من معنوياته، و إنما لكوني عن قناعة بأنه الأجدر بحراسة مرمى المنتخب في هذه الدورة، فضلا عن كونه قدم مردودا طيبا في هذا اللقاء، بإستثناء الخطأ التقديري الذي إرتكبه ". بالموازاة مع ذلك، فقد أكد سعدان بان طرد اللاعب غزال كان بمثابة المنعرج في فيزيونومية المقابلة،" لأن النقص العددي أخلط كل حساباتنا ، لما كنا نبحث عن هدف السبق، حيث أنني طلبت من اللاعبين الإعتماد على القذف من بعيد في محاولة لمباغثة الخصم، لكن الأمور سارت في الإتجاه المعاكس، لن اللاعبين السلوفينيين هم الذين قذفوا في الكثير من المناسبات، و طرد غزال كان منطقيا، لأن اللاعب دخل في الشوط الثاني بمعنويات منحطة، الأمر الذي كلفه تلقي إنذارين من خطأين لا يغتفران، خاصة عند لمسه الكرة عمدا بيده، و هو على علم بان ذلك سيدفع بالحكم إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجهه، رغم ان اللاعب محترف في إيطاليا، و مع ذلك فإنه لم يتمرس، و هذا الطرد يبقى درسا قاسيا بالنسبة له، لأن تصرفه لا يسمح به إطلاقا ". حظوظنا في المرور إلى الدور الثاني أصبحت شبه منعدمة و في رده عن سؤال بخصوص تأثير هذه النتيجة على حظوظ النخبة الوطنية في المرور إلى الثاني، لم يتوان سعدان في التأكيد على ان الوضعية أصبحت معقدة، و تكاد تكون مستحيلة، لأن الحسابات الأولى كانت مبنية على أساس النجاح في الفوز على سلوفينيا، و منافسة الولاياتالمتحدةالأمريكية على التأشيرة الثانية للمجموعة، لكن الوضع تغير، و الدور الثاني أصبح كما قال " أشبه بالمعجزة بالنسبة للمنتخب الجزائري ، لأن اللقائين المتبقيين سيكونان ضد أفضل طرفين في المعادلة، خاصة بعد الوجه الجيد الذي ظهر به المنتخب الأمريكي في مباراته الأولى ضد إنجلترا، فضلا عن كون منتخب سلوفينيا كسب ثلاث خطرات إضافية مقارنة بوضعيتنا " . و إنطلاقا من هذا التصريح فقد عرج سعدان على الحديث عن المقابلة القادمة للخضر ضد إنجلترا و المقررة يوم الجمعة المقبل، حيث أوضح في هذا الصدد بأنه يدرك صعوبة المأمورية أمام منافس مرشح للتتويج باللقب العالمي، و المردود الذي قدمه في لقائه الأول دليل واضح على قوته، و ثراء تعداده بترسانة من النجوم القادرين على صنع الفارق في أية لحظة من عمر المباراة، و التعادل مع أمريكا ليس تعثرا، بل هو نتيجة قوة المنتخب الأمريكي و صلابته في الدفاع، قبل أن يخلص إلى القول بأنه سيعمد إلى المراهنة على نفس التشكيلة الأساسية التي واجهت سلوفينيا، مع الإكتفاء بمراجعة طريقة اللعب، و التي لا بد أن تراعي نقاط قوة و ضعف الخصم، رغم أن الشيخ رشح إنجلترا لتصدر المجموعة، و وضع بالمقابل " الخضر " في خانة التلميذ الذي يبقى يتمرس في منافسة عالمية، و لعبه ضد الإنجليز و الأمريكان سيساهم في إعطاء اللاعبين المزيد من الخبرة و التجربة، مع اللعب بنفس العزيمة و الإرادة إلى غاية آخر لحظة من المشوار الجزائري في المونديال. عقم الهجوم مشكلة المنتخب و الحل في لاعبين جدد على صعيد آخر أشاد سعدان بالمردود الذي قدمته النخبة الوطنية في مباراتها ضد سلوفينيا، و أكد بأن الخضر كانوا الأحسن فوق الميدان، و بادروا على صنع اللعب، أمام منافس لم يظهر حسبه بمستواه المعهود، و اكتفى بالدفاع، و الإعتماد على الكرات الثابتة و القذف من بعيد، و هو الخيار الذي كلل بثلاث نقاط ثمينة جعلته يحقق الأهم. و هنا وقف سعدان على الإشكال الذي يبقى مطروحا في المنتخب و يتمثل في العقم الذي يلازم خط الهجوم، و أوضح في هذا السياق بأن التشكيلة الوطنية الحالية بنيت من العدم عند بداية التصفيات المؤهلة إلى المونديال، لكن بلوغ العرس العالمي كان نتيجة عملية بحث و تنقيب عن العناصر القادرة على تقديم الإضافة للمنتخب، فسارت الأمور في الإتجاه السليم بعد الإستفادة من خدمات العديد من أبناء الجزائر أمثال يبدة، مغني و عبدون و الأمور تطورت أكثر بإلتحاق لحسن بالمنتخب، لأنه ترك بصمته في خط وسط الميدان، ليبقى مشكل العجز عن ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف مطروحا، و الحل في نظر الشيخ ليس في التكثيف في العمل الميداني مع العناصر الحالية، و إنما ضرورة البحث عن وجوه جديدة من المحترفين في أوروبا لرسكلتها مع المنتخب تحضيرا لمونديال 2014 بالبرازيل، و المهمة حسبه ليست سهلة، لأن نواة المنتخب تشكلت و التدعيم يستوجب التحضير النفسي للإندماج مع المجموعة، قبل الشروع في العمل الميداني، و قد صرح سعدان في سياق متصل بأنه قام بجولة مكوكية في أوروبا و لم يجد مهاجمين قادرين على الظفر بمكانة ضمن تعداد المنتخب، ليفتح بعدها النار على الصحافة بالتأكيد على ان بعض الأطراف تحاول تنصيب نفسها وصية على المنتخب الوطني و شؤونه، بالمطالبة دوما بإحداث تغييرات على الخيارات التكتيكية، و فرض لاعبين على الطاقم الفني، مع إنتقاد المنتخب طيلة فترة التحضير، لكن الرد كان على حد تعبيره صريحا على أرضية الميدان، بتقديم مردود جيد أمام منافس جدير بالإحترام و التقدير، ليختم ندوته بالقول بان المنتخب الجزائري قدم إلى جنوب إفريقيا من أجل التعلم، و تحضير اللاعبين للمواعيد العالمية القادمة، لأن الوضع يختلف، و الخبرة المونديالية ستمكن كل لاعب من إستخلاص الكثير من الدروس، و الوقوف على مستواه الحقيقي.