الهزيمة أمام سلوفينيا هي التي قضت على أحلامنا في هذا المونديال مسألة ذهابي أو بقائي بيد روراوة مبعوث النصر : صالح فرطاس اعترف الناخب الوطني رابح سعدان بأن مشكلة عقم الهجوم كانت السبب الرئيسي الذي جعل المنتخب الجزائري يفشل في إحراز الفوز على المنتخب الأمريكي، و أن هذا الهاجس ظل يطارد الطاقم الفني منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا، و لو أن الشيخ أشار إلى أن الهزيمة الأولى ضد سلوفينيا هي التي حرمت الكرة الجزائرية من إنجاز تاريخي بالمرور إلى الدور الثاني من المونديال، لأن كل الحسابات كانت مضبوطة على اللقاء الأول، و الدليل على ذلك أن منتخب إنجلترا تأهل بفوز وحيد.عدان أكد في الندوة الصحفية التي نشطها عقب مباراة الأمس بأن المنتخب الوطني قدم مردودا جيدا في هذه المواجهة، و كان بإستطاعته الخروج منها بإنتصار يضعه ضمن قائمة منشطي الدور الثاني، غير أن الحظ كما قال و نقص التركيز أمام مرمى المنافس حال دون ترجمة الفرص الكثيرة التي أتيحت إلى أهداف، و هنا فتح المدر ب الوطني قوسا ليصرح : " لا أخفي عليكم بأنني كنت أخشى تأثر لاعبينا بعامل الإرتفاع، لأن المنتخب الأمريكي له خبرة طويلة و سبق له خوض منافسات كثيرة من الطراز العالي، و عليه فقد أعطيت توجيهات للاعبين تقضي بضرورة توزيع المجهود البدني على طيلة فترات المقابلة، لأننا كنا على دراية مسبقة بأن المنافس متعود على التصعيد من عطائه في الأشواط الثانية، و هو الأمر الذي تجسد على أرض الواقع، بدليل أن الأمريكان لم يستسلموا و سجلوا هدفا في الوقت بدل الضائع " .ركزنا على الهجوم و غياب النجاعة حرمنا من التأهل ركزنا على الهجوم و غياب النجاعة حرمنا من التأهل و بخصوص الخيارات التكتيكية التي إنتهجها لم يتوان المدرب الوطني في التأكيد على أن المعطيات الأولية للمقابلة وضعت المنتخبين في نفس الكفة، لأن كل طرف كان مطالب بالفوز لضمان التأهل،" حيث أننا إعتمدنا خطة هجومية محضة، و المردود الجماعي تحسن كثيرا مقارنة باللقائين السابقين، دون التقليل من الفرص الكثيرة التي أتيحت أيضا للمنتخب الأمريكي، لكننا كنا قادرين على قلب الموازين و تغيير فيزيونومية المقابلة في الدقائق الأولى عندما أتيحت لجبور فرصة ثمينة، إلا أن غياب النجاعة و نقص التركيز حرمنا من التسجيل، و بالتالي إقتطاع تأشيرة التأهل"... سعدان أشار في سياق متصل بأنه درس المنتخب الأمريكي جيدا، الأمر الذي أجبره على المراهنة على الخبرة و التجربة في تلميح صريح منه إلى إبقاء بودبوز على كرسي الإحتياط ، و إقحام جبور كأساسي، كما أن المدرب الوطني أكد بأن تغييراته كانت متأخرة، بغية إستغلال العطاء البدني للبدلاء في اللحظات الأخيرة من اللقاء، مضيفا في نفس الشأن بأن الوجوه الجديدة لم تكن جاهزة من الناحية البسيكولوجية للعب في هذه المباراة طيلة 90 دقيقة، و بالتالي فقد كانت خيارات الطاقم الفني بالإعتماد على خبرة صايفي و غزال في الهجوم، و قديورة عند تعزيزه خط الوسط، و كان بالإمكان تسجيل أهداف في الدقائق الأخيرة، خاصة الفرصة السانحة التي أتيحت لصابفي، إلا أن نقص التركيز و اللعب تحت تأثير ضغط نفسي رهيب عوامل حرمت النخبة الوطنية من هز الشباك و إقتطاع تأشيرة التأهل إلى ثمن النهائي. مشاركتنا إيجابية و تتماشى مع الأهداف المسطرة و في تقييمه للمشاركة الجزائرية في هذا المونديال لم يتوان سعدان في التأكيد على أن التواجد في المونديال يعد في حد ذاته إنجازا كبيرا للمنتخب، لأن هذه المشاركة جاءت بعد غياب دام 24 سنة، و مع ذلك فإن الطموح بالتأهل إلى الدور الثاني كان حلما مشروعا، على حد قول سعدان ، الذي إستطرد قائلا : " الأكيد أن تواجدنا في جنوب إفريقيا لم يكن بالصدفة أو من ضربة حظ، و إنما كان ثمرة عمل جبار قمنا به على إمتداد ثلاث سنوات، و عند تأهلنا إلى المونديال لم نتجرأ على تسطير أي هدف لتجنب فرض ضغط نفسي كبير على اللاعبين، و لقد كنا نسعى لضمان مشاركة مشرفة في أكبر تظاهرة كروية عالمية، و هو ما نجحنا في تجسيده على أرض الواقع، لأننا أدينا مقابلات في المستوى أمام منافسين أقوياء لهم مكانتهم على الصعيد العالمي، و هي نتائج تتماشى و أهدافنا المسطرة، بالدفاع عن حظوظنا إلى غاية آخر لحظة، لكن مشكل الهجوم حرمنا من إنجاز تاريخي كان بالإمكان تحقيقه، لأننا و رغم دخولنا الكارثي أمام سلوفينيا فإننا تداركنا الوضع و عدنا بقوة ضد إنجلترا و الولاياتالمتحدةالأمريكية، و خروجنا برأس مرفوعة يكفي للإشادة بالتضحيات التي قدمها اللاعبون " .مصيري على رأس الخضر معلق و يبقى بيد روراوة أما بشأن مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب فقد أكد سعدان بأن الكثير من الاختصاصيين في الصيد في المياه العكرة ظلوا يترصدون أي تعثر للمنتخب لتنفيذ المخطط الإنقلابي الذي نسجوا خيوطه في الكواليس، و الرامي إلى دفعه إلى الإستقالة من منصبه ، " لأن تواجدي على رأس المنتخب الوطني أزعج الكثيرين ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على الكرة الجزائرية، و هم يحاولون بإستعمال شتى الوسائل فرض منطقهم في الساحة، رغم علمهم المسبق بأن راوراوة قطع الطريق أمامهم " قال الشيخ سعدان قبل أن يكشف بأنه سيحدد مصيره بعد العودة إلى الجزائر، حيث ستكون له جلسة مع رئيس الإتحادية لتقييم المشاركة الجزائرية في المونديال، و بالتالي تقرير مصير الطاقم الفني، و لو أن سعدان لمح إلى نيته في البقاء كمدرب وطني، من أجل السماح له بمواصلة العمل الذي قام به لسنوات طويلة، سيما و أنه إعتبر هذه الدورة أفضل محطة إعدادية لمونديال 2014 المقرر بالبرازيل، و قد إستغرب الشيخ للأطراف التي ما فتئت تسأله عن مصيره مع المنتخب، رغم أن عقد عمله ينتهي بنهاية المونديال، و القرار الأول و الأخير يبقى بيد رئيس الفاف، لتجديد العقد أو إستقدام مدرب جديد. الخضر بحاجة إلى دعم بشري إضافي و عصافير نادرة في الهجوم و لعل من أبرز ما ختم به سعدان ندوته الصحفية حديثه عن التركيبة البشرية المستقبلية للمنتخب الوطني، حيث جزم في هذا المجال بأن التشكيلة الحالية تعد بمستقبل زاهر، إذا ما تم الحفاظ على توازن و إستقرار المنتخب، لأن دروس الماضي كما قال كثيرة و عديدة، و لا بد أن تستخلص منها العبر، و آخرها السيناريو الذي أعقب المشاركة المشرفة للكرة الجزائرية في " كان تونس 2004 "، معربا عن أمله الكبير في الإستثمار الجيد في المواهب الشابة التي يزخر بها المنتخب في هذه المرحلة، لأن الخضر بلغوا أعلى مستوياتهم بتنشيط فعاليات المونديال، و القادم سيكون أصعب عند السعي للحفاظ على نفس الديناميكية، سيما و أنها لقيت تجاوبا جماهيريا كبيرا، و خلص سعدان إلى القول بان التعداد بحاجة إلى دعم بشري إضافي، بمنح الفرصة للاعبين شبان لكسب الخبرة الميدانية، و التحضير من الآن لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة بعد سنتين، كما أشار إلى أن مشكل الهجوم أصبح من أعوص المشاكل التي تعترض المنتخب، و البحث عن الحلول الناجعة لا بد أن يكون ناجحا بإيجاد عصافير نادرة حسب تصريحه تكتسب النجاعة اللازمة، لأن المنتخب منسجم و متكامل، و الخط الأمامي يلزمه تنسيق كبير للتخلص من هذه العقدة.