نكسة سلوفينيا مطابقة لسيناريو هزيمة البرازيل في مكسيكو و علينا حفظ ماء الوجه أمام الإنجليز " مبعوث النصر : صالح فرطاس جدد الناخب الوطني رابح سعدان في تصريح خص به الإعلاميين الجزائريين الذين كانوا متواجدين بمدينة بولوكواني لحظة مغادرة الخضر للمطارتسهرة أول أمس الأحد تأكيده على أن التشكيلة أظهرت الكثير من الانسجام مقارنة بما كانت عليه طيلة المرحلة الإعدادية، و أصر على القول : " لا ننسى بأننا نشارك في نهائيات كأس العالم، و منافسونا من العيار الثقيل، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر غائبة عن الساحة الدولية لنحو ربع قرن، لذا فإننا نفتقد للخبرة اللازمة للتعامل مع منافسات من هذا الحجم، و يلزمنا تجارب عديدة لاستخلاص الدروس و العبر، و التأقلم مع ريتم المونديال ". سعدان حاول التقليل من الصدمة التي لحقت باللاعبين بعد المباراة، حيث سارع إلى الرفع من معنوياتهم، و التأكيد على أنهم قدموا ما عليهم و لم يدخروا أي جهد من أجل السعي لتحقيق حلم الجزائريين بالفوز على سلوفينيا و النظر إلى بقية المشوار في المونديال من زاوية التفاؤل، لأن الخضر و على حد تصريح الناخب الوطني ظهروا بوجه ممتاز في الشوط الأول من اللقاء، و كان بالإمكان هز شباك المنافس في أكثر من مناسبة ، لولا نقص الخبرة، و كذا الحظ الذي حالف السلوفينيين في فرصتي بلحاج و حليش، و قد ذهب سعدان إلى حد الجزم بأن منتخب سلوفينيا لم يتمكن من فرض إيقاع لعبه و الظهور بنفس المستوى الذي كان قد قدمه في التصفيات و حتي في المباريات الودية، و هذا بسبب الطريقة التي إنتهجها المنتخب الجزائري، لأننا و كما استطرد " كنا الأفضل فوق أرضية الميدان، و تحكمنا في زمام الأمور، غير أن مشكل العقم الهجومي حال دون ترجمة الفرص التي أتيحت لنا إلى أهداف، و هذا هو الحال في المنافسات ذات المستوى العالمي، لأن النجاعة تكون من أول فرصة تتاح للتسجيل، مادمنا نواجه منتخبات هي الأقوى و الأحسن على الصعيد العالمي، و نقص خبرة لاعبينا حرمنا من إستغلال الوضع و إحراز إنتصار كانت أهميته بالغة لمسيرتنا في المونديال "... الشيختإستعاد ذكريات مونديال مكسيكو و شبه سيناريو هزيمة سلوفينيا بما وقع للمنتخب الوطني في مباراته ضد البرازيل، و إعتبر النتيجة المسجلة لا تعكس المردود الجيد الذي قدمته التشكيلة الوطنية، حيث قال في هذا الصدد : " لم أكن أتصور بان منتخب سلوفينيا سينجح في هز شباكنا، لأنه إكتفى بالدفاع و لم يبادر إلى صنع اللعب و الهجوم، غير أن الحظ حالفه بقذفة مباغثة لعبت فيها أرضية الميدان نصف الطبيعية، و كذا نوعية الكرة دورا كبيرا في مخادعة الحارس شاوشي، و هوأمر يجسد عدم جاهزية لاعبينا للتعامل مع الظروف الطارئة في مثل هذا المستوى، لأننا كنا نبحث عن الفوز أن نقطة التعادل في أسوأ الأحوال، لكننا تلقينا هزيمة قضت على آمالنا، و هذا كله من عواقب نقص الخبرة و التجربة ". غزال سبب الكارثة و سيعاقب وفقا للقانون الداخلي بالموازاة مع ذلك فقد عاتب الشيخ سعدان المهاجم عبد القادر غزال كثيرا، و أعتبر طرده المجاني بمثابة نقطة التحول في فيزيونومية المباراة، لأن هذا الطرد كان بسبب لقطتين لا يمكن أن يقوم بهما لاعب محترف في الدوري الإيطالي، و قد أكد الناخب الوطني في هذا الشأن : "لقد أقحمت غزال في بداية الشوط الثاني على أمل إستغلال واحدة من الفرص التي أتيحت لنا في المرحلة الأولى لترجمتها إلى هدف و بالتالي إحراز الفوز، كوني شخصيا لم أتوقع ان ينجح المنافس في هز شباكنا، بالنظر إلى الطريقة الحذرة التي لعب بها،لكنني لاحظت بالمقابل بان غزال لم يكن في كامل روحه المعنوية، و كأنه تأثر كثيرا لبقائه على كرسي الإحتياط، فكانت تصرفاته فوق أرضية الميدان دليل واضح على أنه محبط من الناحية النفسية، جراء الضغط البسيكولوجي الكبير الذي فرض عليه نتيجة فشله في تسجيل أهداف لفترة طويلة ". سعدان أكد بان طرد غزال يعد السبب المباشر الذي جعل المنتخب الوطني يدشن مشاركته في المونديال بهزيمة غير مستحقة، لكن هذا التصرف لا بد أن يكون درسا قاسيا للاعب نفسه، لأنه لا يسمح لأي لاعب في هذا المستوى ان يطرد بطريقة كالتي تلقى بها غزال إنذارين، و القانون الداخلي للمنتخب الوطني سيطبق على غزال، بصرف النظر عن العقوبة التي ستحرمه من المشاركة في اللقاء القادم ضد إنجلترا، و لو أن الشيخ لمح إلى إمكانية معاقبة غزال بطرق أخرى كإبعاده من قائمة ال 18 في المباريات المقبلة، كونه تصرف بطريقة طائشة، و لم يفكر في مصلحة المنتخب في أكبر حدث كروي عالمي. شاوشي الأجدر بحراسة المرمى و سيكون أساسيا ضد إنجلترا على النقيض من ذلك، فقد رفض الشيخ مرة أخرى تحميل الحارس فوزي شاوشي مسؤولية الهزيمة، رغم الخطأ القاتل الذي إرتكبه، بدليل أنه سارع إلى الرفع من معنوياته، مع التأكيد على أن شاوشي راح ضحية الكرات المستعملة في هذا المونديال، و كذا أرضية الميدان نصف الطبيعية، لأن القذفة حسب قول سعدان " كانت من مسافة بعيدة، و لم تكن قوية إلى درجة أنها تستقر في عمق الشباك، غير ان إحتكاك الكرة بالأرضية نصف الإصطناعية زاد من سرعتها، في الوقت الذي كان فيه الحارس قد إرتمى بنية إمساك الكرة بين أحضان و السقوط بها على الأرض، و هو خطأ يقع فيه كبار حراس العالم، و لا يمكن أن نلقي باللوم على شاوشي، لأنه عنصر من المجموعة، و الحارس دوره حساس، و اللوم الأكبر يلقى على غزال، كونه إرتكب خطأ كلفنا غاليا " . و في نفس الإطار فقد قام سعدان بتقييم المردود الفردي للحارس شاوشي، مؤكدا بأنه كان في المستوى و أنقذ المنتخب الوطني من أخطر فرصة للمنتخب السلوفيني في أواخر الشوط الأول، كما انه كان مركزا طيلة فترات اللقاء، بإستثاء اللقطة التي جاء على إثرها الهدف، و التي لا تنقص من قيمة الدور الذي يقوم به، لأنه حسب سعدان الأفضل في الجزائر، و الأجدر بحراسة مرمى المنتخب، لذا فإنه سيواصل اللعب كأساسي في اللقاء القادم ضد إنجلترا، لأنه لا يعقل أن يتسرع مدرب في المونديال للقيام بتغيير من هذا القبيل، لأن هذه الخطوة كفيلة بتحطيم معنوياته، و المهم أن يحفظ الدرس و يحتاط في اللقاءات القادمة، مادامت الفأس قد وقعت في الرأس و الهزيمة أمام سلوفينيا ترسمت، و لا داعي للوم. مسرور بالمردود الجماعي المقدم و أتحمل مسؤولية خياراتي و في رده عن خياراته التكتيكية التي إنتهجها ضد سلوفينيا، أشار ذات المتحدث إلى أنه كان منذ الوهلة الأولى قد أعرب عن نواياه في لعب ورقة الهجوم، و جسد ذلك ميدانيا، لكن المشكل يبقى مطروحا بالفشل في ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف، لأن التعداد يضم ثلاثة مهاجمين حقيقيين فقط، " و النجاعة تبقى غائبة رغم الخيارات الكثيرة التي قمنا بها في المباريات الودية، لذا فإننا لا ننتظر من مهاجمينا الكثير، و قد بنينا إستراتيجية لعبنا على لاعبي الإرتكاز و الفتحات العرضية بالتوغل على الجناحين، إضافة إلى الكرات الثابتة، و هي خيارات حتمية " على حد تصريح الشيخ الذيترفض الإجابة عن سؤال يتعلق بسبب إصراره على إقحام غزال كبديل لجبور، رغم وجود بودبوز على دكة البدلاء، و إكتفى بالقول في هذا الصدد بان لكل مدرب قراءته للمقابلة و أطوارها، و أنا مسؤول عن خياراتي، و على دراية بكل خطوة عملية أقوم بها. تنقصنا الخبرة و سندافع عن حظوظنا الضئيلة إلى آخر لحظة أما بخصوص نظرته لحظوظ المنتخب في المقابلتين المتبقيتين، فإن سعدان حافظ على نفس التشاؤم الذي كان قد أبداه خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، حيث أكد في هذا الإطار بأن منتخب سلوفينيا كان في المتناول، و هو الخصم الأضعف في المجموعة مقارنة بالمنتخبين الإنجليزي و الأمريكي، و مع ذلك فإن المنتخب الجزائري يحتفظ بنسبة ضئيلة جدا من الحظوظ في المرور إلى الدور الثاني، و كل الأمور تبقى معلقة على لقاء هذا الجمعة ضد إنجلترا، لأن الطاقم الفني و على حد قوله حضر اللاعبين من هذا الجانب منذ فترة طويلة، و قد سبق لنا المرور بنفس المرحلة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا، رغم ان الوضع يختلف، و لا يوجد أي مجال للمقارنة بين حجم المنافسة و المنافسين، لكن المهم بالنسبة لنا هو النجاح في طي صفحة التعثر أمام سلوفينيا، و تمكين اللاعبين من إستعادة روحهم المعنوية، و مواجهة الإنجليز بكامل الإمكانيات البدنيةتو النفسية، لأن هذه المقابلة أصبحت مصيرية، و الهزيمة فيها تعني الإقصاء المبكر، لكننا لن ندخل الميدان مكتوفي الأيدي بل للدفاع عن حظوظنا أمام خصم لا يمكن أن نأخذ مردوده في المباراة الأولى كمعيار، و يكفي ترشيحه للظفر باللقب العالمي كدليل على قوته، و قد أشار سعدان في هذا الصدد إلى أن الأمر يتعلق بمشاركة في نهائيات كأس العالم، و اللعب إلى غاية آخر لحظة من عملا المنافسة بنفس الجدية و العزيمة أمر حتمي، حتى في حال الإقصاء مباشرة بعد مباراة إنجلترا، لأن حفظ ماء الوجه لا بد ان يكون. مغامرتنا تحضير للإستحقاقات القادمة و مونديال البرازيل سعدان ختم دردشته مع بعض أفراد البعثة الإعلامية الجزائرية بالتأكيد على ان الهدف من المشاركة في المونديال لم يكن مسطرا، و كان معلقا على نتيجة المباراة الأولى ضد سلوفينيا، غير ان هذه الهزيمة أخلطت كل الحسابات، و صعبت من المهمة في إمكانية المرور إلى الدور الثاني، من دون فقدان الأمل بصفة نهائية، و مع ذلك فإن لم يبد أي تأثر و أعرب عن إرتياحه للمستوى الذي ظهرت به التشكيلة الوطنية، لأن المهم بالنسبة له هو معود العناصر الوطنية على مثل هذه المنافسات، و كسب القليل من الخبرة بالإحتكاك بأبطال و نجوم العالم، تحضيرا للمواعيد الرسمية المقبلة، لأن هذه المشاركة تعد واحدة من أهم المحطات الإعدادية تحسبا لمونديال البرازيل المقرر في سنة 2014، و تدعيم التعداد بسبعة وجوه جديدة عشية هذا المونديال لم يكن حسبه من أجل البحث عن نتائج فورية، و إنما تحضيرا لمستقبل المنتخب، في مرحلة ما بعد مونديال جنوب إفريقيا، لأن تجربة هذه الدورة ستكون مفيدة للاعبين في الطبعة الموالية في حال نجاحنا في التأهل، و لو أنني متيقن بان الإستقرار و الإستمرارية عوامل من شأنها أن تجعل الجزائر حاضرة بصفة منتظمة في نهائيات كأس العالم، و من ثمة يبدأ التفكير الجدي في إجتياز عقبة الدور الأول.