العملاق "غوليفر " يواصل إغراء منتجي الفن السابع لا زالت روائع الأدب الكلاسيكي و الأساطير تستقطب اهتمام المنتجين في حقل الفن السابع و تتصدر دائما قائمة مشاريعهم الضخمة، طالما لم تجد لها منافسا قويا لدى المبدعين المعاصرين، حيث عادت قصة "غوليفر" الانجليزية للواجهة من جديد، و يحظى للمرة العاشرة بإخراج سينمائي جديد، حيث يتابع حاليا عشاق أفلام المغامرات النسخة الحديثة لأسفار غوليفر للمخرج روب ليترمان و التي يؤدي دور البطولة فيها الممثل المعروف "جاك بلاك". غوليفر "المستوحى من رائعة "رحلات غوليفر "لمبدعه البريطاني "جونتان سويفت" و التي نشرت لأول مرة عام 1726 نالت حظها أدبيا و سينمائيا أكثر من غيرها من القصص الهجائية، حيث تم اقتباسها سينمائيا و تلفزيونيا منذ 1902 في عهد السينما الصامتة ، حيث أخرجها جورج ميلياس تحت عنوان "سفر غوليفر إلى عالم الأقزام و العمالقة"، قبل أن يعيد بعثها وولت ديزني في نسخة جديدة عام 1934 موسومة "غوليفر ميكي". و في السنة الموالية أصدر الروس نسخة منافسة لتلك الصادرة عن وولت ديزني الأمريكية و أبهروا المشاهدين حينها برسوم متحركة مثيرة اختار لها مخرجها "ألكسندر بتوشكو" اسم "غوليفر الجديد". أربع سنوات من بعد عاد المخرج الأمريكي دايف فلايشر إلى رائعة جونتان سويفت و حافظ على العنوان الأصلي للقصة الخيالية الشهيرة "غوليفرز ترافلز"(أسفار غوليفر). و بقدر نجاح و تحقيق قصص سويفت لنسبة مبيعات عالية بمختلف دول العالم و بشكل خاص بالولايات المتحدةالأمريكية و بريطانيا، لاقت الأعمال السينمائية المقتبسة من رائعة غوليفر رواجا كبيرا في كل مرة و في كل فترة، حيث استقطب عمل المخرجين جاك شير و كيروين ماتيوس المنجز عام 1960 اهتمام المشاهدين قبل أن ينتقل فيروس حب مغامرات "غوليفر إلى اليابانيين عام 1965 الذي نتج عنه فيلم من نوع الرسوم المتحركة من إمضاء المخرجين "ماساو كورودا" و ساناي ياماموتو" و الذي جاء في شكل سلسلة تلفزيونية تابعها الكبار و الصغار في مختلف دول العالم، قبل أن يفكر بيتر هونت في منحها روحا جديدة بالمزج بين الشخصيات الكارتونية و الممثلين البشر و كان ذلك عام 1977 تلتها نسخة جديدة عام 1996 و أخرى في العام الجاري من توقيع مجموعة"فوكس القرن العشرين" و التي نزلت إلى قاعات العرض مؤخرا و لا زال يترقبها عشاق أفلام المغامرات.و تروي قصة "غوليفر" الرحالة البريطاني الذي واجه في إحدى رحلاته نحو الجنوب عاصفة هوجاء حطمت سفينته فغرق الجميع و لم ينج إلا هو ، حيث تمكن من السباحة و مصارعة الأمواج طويلا إلى غاية سكون العاصفة و خروج غوليفر الذي تقاذفته الأمواج إلى الشاطئ أين نام طويلا من شدة التعب و حين فتح عينيه وجد نفسه مكبلا من كل جهة. و تفاجأ بأقزام يسيرون فوق جسمه الضخم فشعر أنه عملاق و لما حاول النهوض تقطعت الحبال التي ربط بها و فر كل من كان حوله خوفا و رهبة من الضيف العملاق الذي حاول جاهدا لإقناعهم بطيبته ، و نجح أخيرا بكسب ثقة سكان "ليليبوت" أو الأقزام الذي سيساعدهم في حروبهم ضد الأعداء و الغزاة فتزيد شعبيته، و يتحول إلى بطل رغم الحوادث الكثيرة التي يتسبب فيها لكثرة طيشه و شخصه الأخرق. و كان ملك البوب الراحل مايكل جاكسون قد استعان بشخصية غوليفر في إحدى كليباته الشهيرة.