أسدل الستار على فعاليات المهرجان الوطني آهلليل في طبعته الرابعة بتكريم عدد من الفرق المحلية واقتراح جملة من التوصيات. وقد شهدت سهرة الاختتام ليلة الخميس تألق كل من فرقة بنات المغرى النسوية التابعة لبلدية تيميمون في إطراب الحاضرين بروائع قصائد آهلليل تحت قيادة المغنية دحماني فاطمة إلى جانب فرقة انزلوان النسوية تحت قيادة الشيخة عباد مسعودة التابعة لبلدية شروين. كما سجلت فرق الأشبال حضورها القوي في هذه السهرة كفرقة تيفاوتزيري ببلدية تميميون بقيادة الشبل الهاشمي مسعود وفرقة التراث في أمان التابعة لبلدية أولاد سعيد إلى جانب فرقة كوكب الصحراء. ولعل من أمتع اللحظات التي شكلت روعة المشهد ورهبته هي تلك الحلقة الكبيرة التي رددت وراء المغنيين والتي فاق عدد أفرادها 250 مردد في شكل هلالي استحوذ على اكبر حيز جغرافي من ساحة اخبو نتغوني. وحسب محافظة المهرجان فقد شارك في هذه الطبعة 26 فرقة متخصصة في تراث آهلليل منها فرقتان نسويتان وست فرق للأشبال إضافة إلى تسع فرق موسيقية وثماني فرق فلكلورية في مسابقة آهلليل ضمت 16 فرقة محلية. وقد خلصت نتائج لجنة التحكيم المشكلة لتقييم أداء هذه الفرق تحت إشراف الشيخ الحاج البركة فلاني إلى اختيار ثلاث مولاي يعقوب ببلدية أولاد سعيد وفرقة تيفاوتزيري ببلدية تيميمون وفرقة إثران آهلليل ببلدية أولاد سعيد. أما في صنف الأشبال فقد فازت بالمرتبة الأولى جمعية أشبال تيفاوتزيري بتيميمون تلتها جمعية أشبال التراث في أمان بلدية أولاج سعيد ثم فرقة لفقاريش انتيفاوت (أشبال الفور) تيميمون. كما افتكت المرتبة الأولى في صنف النساء فرقة انزلون النسوية التابعة لبلدية شروين فيما حلت فرقة بنات المغرى التابعة لتيميمون في المرتبة الثانية واقتصرت المنافسة على الفرقتين فقط لأنهما الوحيدتان المشاركتان في المنافسة والتظاهرة بصفة عامة. وقد قامت محافظة المهرجان بتكريم بعض شيوخ آهلليل الذين أثروا هذا التراث بجهودهم المضنية في سبيل المحافظة عليه وإيصاله للأجيال اللاحقة كما هو الشأن بالنسبة للشيخ غندوي مبروك المعروف بالحاج المبروك من مواليد 1949 وهو عازف على آلة البنقري عرف بنشاطه في هذا المجال منذ سنة 1974 بمشاركاته العديدة داخل الوطن وفي بعض الدول كتشيكوسلوفاكيا وايطاليا وفرنسا. إلى جانب الشيخ دحماني موسى بن محفوظ من بلدية شروين والذي كان قائدا لفرقة كوكب الجنوب لتراث آهلليل. وفي ختام التظاهرة قدمت محافظة المهرجان جملة من التوصيات والإقتراحات قصد ترقية تراث آهلليل والمحافظة عليه حيث ركزت فيما يتعلق بالمسابقة بأن تحدد القصائد المؤداة من قبل لجنة التحكيم لتفادي تكرار بعض القصائد مشيرة إلى ضرورة "أن يشمل الأداء مختلف أصناف آهلليل وهي "المسرح" و "الوقروتي" و "التران"كما دعت إلى كتابة كل الشعارات والملصقات الإشهارية المتعلقة بالطبعات القادمة للمهرجان باللغة الزناتية أو الآمازيغية إلى جانب اللغة العربية والفرنسية إلى جانب العمل من طرف الهيئة الوصية على تهيئة ساحة اخبو نتغوني "حفرة الساقية" للمحافظة عليها كمعلم اثري. وقد أكدت المحافظة على ضرورة مشاركة كل الفرق المحلية بجميع الأًصناف أكابر وأشبال ونساء إلى جانب تشجيع مشاركة الفرق النسوية بأكبر عدد في المواعيد المقبلة ومن أجل إثراء وترقية هذا التراث فقد دعت المحافظة إلى ضرورة تدعيم جمعيات آهلليل الثقافية بمختلف الإمكانيات لفتح أقسام تضطلع بتدريس آهلليل مع إلزام الجمعيات بتكثيف مشاركاتها في مختلف المناسبات الدينية والوطنية. كما أشار المنظمون إلى ضرورة استحداث جائزة لأحسن بحث أكاديمي حول تراث آهلليل وإعطائها اسم أحد شيوخه إلى جانب ترتيب وجمع قصائد آهلليل تدوينها على مختلف أوساط الإعلام والإتصال إضافة إلى تجهيز معرض آهلليل بالآلات المستخدمة في تأديته. للإشارة فإن المهرجان الوطني آهلليل في طبعته الرابعة دام أربعة أيام واحتوى عدة نشاطات تراثية وفلكلورية وموسيقية أضافة إلى تنظيم معارض مختلفة للصناعات التقليدية والفنون التشكيلية بمشاركة عدد من الحرفيين وهو ما ساهم في تفعيل الحركة السياحية بإقليم قورارة طيلة هذه الأيام.