دعا المشاركون في أشغال الدورة ال11 للجنة المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية المنعقدة بإقامة الميثاق بالجزائر العاصمة، إلى إعطاء دفع للتعاون والتشاور في مجال التكفل بكل القضايا التي من شأنها أن تساهم في النهوض بالمنطقة، وشددوا على ضرورة الاهتمام أكثر بفئة الشباب ومعالجة كل المشاكل المتعلقة بالتنمية والتعليم· وعكست تدخلات وزراء التربية لكل من الجزائر وليبيا وتونس والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية الموريتاني والسفير المغربي بالجزائر السيد عبد الله بلقزيز الذي مثل وزير التربية المغربي رغبة دول الاتحاد في تفعيل هياكل الاتحاد وتعزيز التشاور في جميع المجالات قصد إحداث اندماج مشترك، والتقوا عند نقطة مركزية تتعلق بضرورة تجاوز المعيقات الحالية والذهاب بعيدا في مجال التعاون بين دول المنطقة· ودعا الوزير الليبي للتربية السيد محمد معتوق إلى المزيد من العمل المغاربي المشترك وبناء الصرح الوحدوي الكبير وتذليل العقبات لجعل الاتحاد عنصرا فعالا وقويا إقليميا وعالميا، ومن جهته تحدث الوزير التونسي للتربية السيد الأزهر بوريني عن ضرورة تجاوز المحن الظرفية لتنشيط هياكل الاتحاد وبعث نفس جديد فيه· وأكد وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن "انعقاد الدورة ال11 يعد فرصة سانحة لتقييم نتائج الدورات السابقة للجنة والوقوف على ما تجسد على أرض الواقع وذلك بغرض وضع إستراتيجية للتقييم مبنية على أسس علمية سليمة كفيلة بترجمة قراراتنا" · واقترح توأمة بعض المؤسسات التربوية بالبلدان المغاربية من اجل تقريب المناهج البيداغوجية والتربوية وإضفاء صبغة التكاملية عليها وتمكين الشباب المغاربي من التواصل المستمر فيما بينه· وبعد أن أشار إلى الطاقات البشرية الهائلة التي تزخر بها منطقة المغرب العربي، قال السيد بن بوزيد أن "الجزائر بذلت ولا تزال تبذل كل ما في وسعها من أجل توفير كل ما من شأنه أن يعطي قيمة مضافة للموارد البشرية عموما والشباب بصفة خاصة" · ومن جهة أخرى شدد المسؤولون المغاربيون في تدخلاتهم في افتتاح أشغال الدورة على حرص بلدانهم على تفعيل استكمال بناء صرح المغرب العربي في ظل التكتلات الدولية التي يشهدها عالم هذا اليوم· وذكروا في هذا الصدد بأن المنافسة الدولية تستدعي الاهتمام خاصة بالعنصر البشري، كما ان المراهنة على هذا الأخير تستوجب "ايلاء القطاعات المعنية المكلفة بالموارد البشرية عناية خاصة بإصلاحها وتطويرها" · وفي كلمة استعرض خلالها نتائج اللقاءات السابقة وبرنامج الاجتماعات المقررة العام الجاري نوه الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحيى بالعمل المغاربي المشترك في مجال الموارد البشرية والذي شهد "حركية ملحوظة" منذ انعقاد الدورة الأخيرة للجنة المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية في 2001 · وعدّد مختلف الانجازات وذكر اعتماد الوزراء المغاربيين للثقافة برنامج عمل يتضمن إقامة ندوات حول التعاون الثقافي وحماية التراث والمتاحف وحقوق المؤلف بالإضافة الى إعادة هيكلة المجلس الوزاري المغاربي للثقافة والإعلام وإسناد لأول مرة سنة 2007 جائزة المغرب العربي للكتاب مناصفة لكتابين· وفي مجال الشباب والرياضة عكف المجلس الوزاري المتخصص على تفعيل الاجهزة الاتحادية العاملة في ميدان الشباب والرياضة واعتماد برنامج عمل لسنتي 2007 -2008 يتضمن العديد من الأنشطة الشبابية والندوات العلمية· وفي انتظار انعقاد المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في العاصمة الليبية طرابلس أواخر شهر أفريل القادم، أكد السيد الحبيب بن يحيى أن فريق التنسيق التربوي المختص يواصل عمله لبحث السبل الكفيلة بتفعيل آليات التنسيق والمتابعة وتبادل البرامج من اجل استخلاص القواسم المشتركة بين النظم التربوية المغاربية· وفي مجال التعليم العالي أشار إلى أن الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم تستعد لعقد مجلسها الأعلى أواخر أفريل المقبل بهدف تجديد مجالسها التسييرية واعتماد ميزانيتها ولوائحها الداخلية· للإشارة فإن اللجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية أنشئت سنة 1990 بقرار من مجلس رئاسة الاتحاد المغاربي وعقدت لحد الآن عشرة اجتماعات كان أولها بتونس وآخرها أيضا بتونس سنة 2001 وتتمثل مهمتها في ترقية الموارد البشرية لقطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والثقافة والإعلام والشباب والرياضة والصحة والعدالة والتشغيل إضافة إلى الشؤون الاجتماعية والهجرة· وعلى صعيد آخر وفي ختام أشغال الاجتماع وجه المشاركون رسالة شكر وعرفان للرئيس عبد العزيز بوتفليقة "للمجهودات التي يبذلها رفقة قادة الاتحاد المغاربي من اجل الحفاظ على الزخم الايجابي الذي شهده الاندماج المغاربي وتجسيد الانطلاقة المتجددة لمسيرة الاتحاد" ·