يجري الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان غدا الاثنين الإستشارات النيابية الملزمة مع رؤساء الكتل البرلمانية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلف بتشكيل الحكومة الجديدة وذلك عقب سقوط حكومة سعد الحريري بعدما فقدت نصابها الدستوري باستقالة 11 وزيرا من مجموع أعضائها الثلاثين. وعقب لقاء جمعه مع الرئيس ميشال سليمان أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الاستشارات النيابية الملزمة بشأن تكليف رئيس حكومة جديد ستبدأ يوم غد الإثنين. وغداة إستقالة وزراء المعارضة العشرة بالإضافة إلى وزير آخر من حكومة سعد الحريري طلب الرئيس سليمان من الحكومة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري الاستمرار في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن فقدت الحكومة الحالية نصابها القانوني. وينص الدستور اللبناني على أن يعقب انتهاء هذه الاستشارات اجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لاطلاعه على نتيجة هذه الاستشارات قبيل إصداره مرسوم تكليف الشخص الذي ترشحه أكثرية النواب لتشكيل الحكومة. وكان وزراء المعارضة اللبنانية العشرة بالإضافة إلى أحد الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية قدموا استقالاتهم من حكومة الحريري على خلفية النزاع حول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري في انفجار استهدف موكبه في بيروت في فبراير 2005.وباستقالة الوزراء 11 تعتبر حكومة الحريري مستقيلة وذلك حسبما ينص عليه الدستور اللبناني. وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلن رئيس التيار الوطني الحر المعارض ميشال عون عن فشل المبادرة السورية-السعودية لحل أزمة القرار الاتهامي المنتظر صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي تردد أنه سيوجه الاتهام إلى عناصر من حزب الله وهو ما يرفضه الحزب بشدة. وقد أثارت الأزمة السياسية التي نشأت في أعقاب سقوط حكومة سعد الحريري ردود فعل دولية دعت في مجملها إلى "العمل بشكل بناء على إيجاد حل تفاوضي للأزمة". ففي الدوحة أكد عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي - في كلمة أمام جلسة "مداخلات الحكومات" في إطار منتدى المستقبل الذي افتتح رسميا الخميس الماضي دعم المجلس للأمن والاستقرار في لبنان والوحدة الوطنية بين القوى السياسية اللبنانية استنادا إلى اتفاقيتي الدوحة والطائف. ودعا القوى اللبنانية إلى تعزيز نهج الحوار والتجاوب مع المساعي الخيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية في هذا الشان. من جهته دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى القيادات السياسية اللبنانية إلى التهدئة وإعمال الحكمة وإعلاء المصلحة العليا مع إبقاء أبواب الحوار فيما بينهم. كما حث موسى للبنانيين على الاحتكام إلى الدستور في التعامل مع مستجدات الموقف " حتى يمكن تجنيب لبنان مآسي التوتر والتجاذبات والمراهنات الخاطئة التي لن يستفيد منها سوى أعداء لبنان". من جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الأطراف اللبنانيين إلى ايجاد "حل تفاوضي" للازمة الناجمة عن سقوط الحكومة اللبنانية وقالت "أدعو جميع الفرقاء السياسيين إلى العمل بشكل بناء على إيجاد حل تفاوضي للوضع" الناجم عن سقوط حكومة سعد الحريري. وفي طهران دعا نائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط محمد رضا شيباني الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة الأزمة السياسية. ومن المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم كلمة يتطرق من خلالها إلى مسار التطورات منذ فتح ملف المحكمة الدولية وعن المبادرة السورية السعودية وكيفية احباطها وتشخيص الوضع القائم وتطوراته وتحديد المقاربة الشاملة لمعالم التعامل مع التطورات حسب ما ذكرت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله.