كانت رحلة الكلمة والحرف محور امسية شعرية استثنائية نظمها ديوان الثقافة والاعلام هذا الثلاثاء لشاعرين من الجنوب الكبير بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة . فكان الهدف من وراء هذه الأمسية الشعرية الاستثنائية حسب منشطها سعيد محمودي "كسر الحواجز الجغرافية" لان حركة الابداع غير محصورة على جهة معينة آملا ان تكون لبنة اضافية للمشهد الثقافي والادبي الجزائري. وأول من اعتلى المنصة كان الشاعر بدر مناني من مدينة الواد الذي امتع الحضور ببعض المقاطع الشعرية من بينها قصيدة تحمل عنوان" تموت وحدك " وهي قصيدة تعبر عن الروح الجماعية للشعوب والجماهير وصوت لمن لا صوت له . كما قرأ نفس الشاعر على الحضور نصا آخرا تحت عنوان "الاسئلة المتعبة " ومقاطع شعرية كتبها حديثا في مناسبات مختلفة لقيت استحسانا لدى جمهور القاعة من شعراء وأدباء ومثقفين وصحافيين. وبدوره قرا الشاعر اسماعيل غربي ايضا من مدينة الواد بعض المقاطع الشعرية كتبها في اوقات مختلفة من حياته بدأها بقصيدة "من اين ابدأ بجراح حكايتي" وكذا قصيدة بعنوان "قراءة في الجرح " تعبر عن هذا الزمن العصيب الى جانب قصيدة تحت عنوان "الرجل الأخير". فجاءت الامسية الشعرية عامرة بالرؤية وبالوهج والذوق رفرفت من خلالها المشاعرالجميلة فزادت للمشهد الثقافي العاصمي روحا ولبنة على الدرب. وتبعت هذه الالقاءات الشعربية بنقاش بين الحاضرين تناول الحركة الشعرية في الجزائر وواقعها وآفاقها حيث أوضح الشاعر اسماعيل غربي ان هناك تجارب ابداعية شعرية وطاقات متميزة في حاجة الى دعم من طرف المؤسسات .وقال ان الكثير من المبدعين في الجزائر العميقة ينتظرون من ياخذ بيدهم والتعريف بهم. في هذا الإطار، ذكر المتحدث ان هناك طاقات في الجزائر تستحق ان تكون في الصدارة ليس فقط على مستوى المشهد الثقافي الجزائري بل حتى على المستوى العربي. اما الشاعر بدر مناني فقد اعتبر هو الاخر ان العملية الابداعية لا تواكبها حركة نقدية وبالتالي فهي غير مكتملة وتبقى ناقصة في غياب حركة مؤسسة قائمة بحد ذاتها.