طرح برلمانيون أفارقة يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة مسألة التمثيلية و علاقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية في البرلمانات الوطنية. و أكد نائب المجلس الشعبي الوطني السيد سعداوي في هذا الصدد أنه من الضروري ان يكون للبرلمان في كل بلد افريقي "سلطة تشريعية فعلية" حتى يمكنه ان يشارك بكل فعالية في البرلمان الافريقي. أما النائبة نادية شويتر فرغم تسجيلها لاهمية النقاش المطروح رأت أنه من غير الممكن عدم التطرق ايضا الى الوضعية الدولية الراهنة المتميزة كما قالت بتدخل الدول المتقدمة في الشؤون الداخلية للدول النامية. و قالت ان البرلمان الأوروبي الذي يقدم على اساس أنه نموذج للبرلمان القاري الناجح "لا يمثل الشعب الاوروبي لان عدد كبير من شعوب أوروبا امتنعت عن التصويت في انتخاب هذا البرلمان". وطرحت في هذا الصدد مسألة شرعية النصوص التشريعية الوطنية تستلهم من النصوص الصادرة عن البرلمان الاوروبي كما هو الحال في فرنسا التي قالت بان "85 بالمئة من نصوصها التشريعية مستلهمة من البرلمان الاوروبي رغم ان الشعب الفرنسي لم يصوت لصالح انشاء هذا البرلمان". ومن جهة أخرى، أشارت نفس المتدخلة الى ان "ضعف البرلمان الوطني لاي بلد لا يعوضه انضمامه الى برلمان جهوي او قاري" كما ان "غياب الديمقراطية لا يعوضها هذا الانضمام" مقترحة "اختيار مجالات التعاون بين البرلمانات الوطنية و بحث الحلول للمشاكل المشتركة بدل التكتل في برلمان جهوي او افريقي". و قبل ذلك كان البرلماني السابق الاستاذ صويلح بوجمعة قد قدم مداخلة حول البرلمان الجزائري و البرلمانات الجهوية و القارية تطرق فيها الى دور و علاقات البرلمان الجزائري مع الاتحاد البرلماني الدولي و الاتحاد البرلماني العربي و الاتحاد البرلماني الافريقي و مجلس الشورى المغاربي. وأبرز الاستاذ صويلح أن البرلمان الجزائري لعب دورا متميزا في تقديم مقترحات لمجابهة الارهاب في اطار التشريعات الوطنية و الاتفاقيات الدولية الثنائية و المتعددة الاطراف آخرها --كما قال-- تجريم دفع الفدية للارهابيين. و اضاف ان ما ينتظر في اطار الشراكة و الحوار هو ان يكون التعاون بين البرلمان الاوروبي و البرلمانات الافريقية مبنيا على اساس الندية و الوفاء بالالتزامات والوعود. ودعا البرلمانات الوطنية في افريقيا الى الاجتهاد في تمثيل شعوبها و تطوير دبلوماسية برلمانية قادرة على دعم و مساندة شعوبها في كافة الجوانب. و من جهته، أكد عضو مجلس الشورى الايراني السيد شبيب جويجري على أهمية التعاون الموضوعي بين البرلمانات القارية و الجهوية في بعض القضايا منها البيئة و اقامة عالم خالي من أسلحة الدمار الشامل. أما عضوة مجلس الامة و العضوة في لجنة حقوق الانسان بالاتحاد البرلماني الدولي السيدة زهية بن عروس فقد أكدت على دور البرلمانيين للمشاركة في اتخاذ التدابير الضرورية بهدف الحد من الآثار الاجتماعية المنجرة عن الازمة الاقتصادية التي تسببت في تفاقم البطالة و ارتفاع الاسعار و زيادة الفقر. وقد حضر اشغال الملتقى الدولي حول البرلمانات الوطنية و البرلمانت القارية و الجهوية الذي سيدوم يومين أمناء عامون لعدد من البرلمانات الجهوية و ممثلون عن بعض البرلمانات الوطنية و يشارك فيه نحو 350 شخصية وطنية و دولية. و يهدف اللقاء الى بحث سبل تعزيز الروابط و أفاق التعاون بين البرلمانات الوطنية و الجهوية و القارية.