ركز المشاركون في الملتقى الدولي حول البرلمانات الوطنية و البرلمانات القارية و الجهوية يوم الثلاثاء بالجزائر على ضرورة تكثيف التعاون و التنسيق بين البرلمانات الوطنية و الجهوية و بين المنظمات الدولية والجهوية لاتخاذ قرارات فعالة تخدم مصالح الشعوب. وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني خلال كلمة قرأها نيابة عنه رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس رقيق بن ثابت في افتتاح أشغال الملتقى أن "التعاون بين الهيئات البرلمانية و الحكومات في الساحة الدولية ضرورة دستورية بحيث أن كل الاتفاقيات والمعاهدات ثنائية كانت أو متعددة الاطراف يتم المصادقة عليها من طرف البرلمانات الوطنية". و أوضح عبد العزيز زياري أن إجراءات المصادقة التي يتولاها أعضاء الهيئات البرلمانية ليست "عملية بروتوكولية محضة" بل هي "ضرورية لكل التزام للدولة على المستوى الدولي" مضيفا ان "المنظومة التشريعية الوطنية ستحترم او تعدل بما يتماشى مع القانون الدولي". و أشار الى أن "عملية المصادقة تكون مناسبة لنقاشات معقدة و مثيرة نظرا للرهانات التي تميز العلاقات الدولية و التي تخص بالدرجة الاولى الدول اضافة الى مشاكل المجتمعات التي تختلف من بلد لآخر و التي يسعى القانون الدولي الى التوفيق بينها بطريقة ايجابية". و من ناحيته دعا رئيس مجلس الشورى المغاربي عيسى خيري الى تحويل المجلس الى مجلس تشريعي داعيا ممثلي البرلمانات الى الانضمام للمجلس بصفة "ملاحظين". و أكد في السياق ذاته أن هيئته على استعداد للتعاون مع جميع الهيئات من أجل حل جميع القضايا المطروحة. أما الامين العام لمجلس الشورى المغاربي سعيد مقدم فأكد على تنامي هذه المؤسسة المغاربية رغم حداثتها مناديا الى "ضرورة جعل التعاون جنوب-جنوب من أولوياتها" و كذا الى "إعطاء الأولوية للعلاقات الاقتصادية بين دول المغاربية والتي ستتجسد بتنفيذ مشروع إحداث سوق مغاربية مشتركة". و من جهته أكد الامين العام للبرلمان العربي عدنان عمران أن مواجهة الأزمات الدولية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية هي مسؤولية العالم كله مشددا في هذا الصدد على أن "اتخاذ القرارات التي تخص هذه الأزمات يحتاج الى خبرات البرلمانيين الحكماء أكثر من حاجته الى الساسة". و اعتبر عمران أن البرلمان العربي الذي لا يتجاوز عمره خمس سنوات قام بدور "هام جدا" و أظهر قدرته على التعاون مع الاتحاد البرلماني العربي الذي أنشئ منذ حوالي أربعة عقود خصوصا في ظل تحول العالم الى كتل دولية و اتحادات. أما الأمين العام الاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي محمود إرول قليج فأوضح أن "الاتحاد الذي يضم 51 عضوا منتشرين في ربوع العالم بالاضافة الى 14 مراقبا يمثلون المنظمات الاقليمية و اتحادات البرلمانات مؤهل لتوسيع مساحات التعاون الدولي". و اشار المتحدث ذاته الى ان أجهزة هيئتة "تتفاعل مع الشؤون الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية و حقوق الانسان و المرأة و مع الأحداث الدولية و الاقليمية و تعمل على ايجاد الحلول من خلال قراراتها و تتابع نتائج هذه القرارات مع الجهات ذات الصلة". و من جهة أخرى دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الصحراوي سلامة السالك الى ضرورة التعاون بين البرلمانات لما لها من اهمية في تعزيز اواصر الصداقة بين الشعوب و الدفاع عن حقوق الانسان و خصوصا دعم الشعوب المستعمرة في كفاحها من أجل تقرير مصيرها و تحررها من الاحتلال كباقي دول المعمورة. تجدر الاشارة الى ان أشغال الملتقى تمتد على يومين حيث سيتم التطرق الى تعزيز الروابط و آفاق التعاون بين البرلمانات الوطنية و البرلمانات القارية و الجهوية و آليات تعزيز دور البرلمانات القارية و الجهوية. ******* بلخادم في الملتقى الدولي: البرلمانات القارية و الجهوية تعاني من إشكاليات التمثيل و الرقابة و تداخل الصلاحيات الجزائر - قال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن البرلمانات القارية و الجهوية تعاني من إشكاليات التمثيل و الرقابة و تداخل الصلاحيات. و أوضح بلخادم في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى الدولي حول البرلمانات الوطنية و القارية و الجهوية أن في "المجالس الوطنية المنتخبة من قبل الشعب يكون التمثيل المباشر للشعب الا أنه مع بداية تجربة المجالس الجهوية و القارية والاتحادات أصبح يطرح مشكل التمثيل". و في هذا السياق قال وزير الدولة انه لم يتم بعد تحديد الجهة التي يمثلها الاعضاء المشاركون في جلسات الاتحادات الجهوية او البرلمانات القارية و الاقليمية و لم يتم الفصل بعد فيما اذا كانوا يمثلون دولتهم او شعوبهم أو الحزب الذي انتخبوا تحت رايته. كما طرح بلخادم إشكالية "تقاطع الصلاحيات بين التنظيمات القارية على وجه الخصوص و عدم تحديد صلاحيات كل منها" مشيرا في هذا السياق إلى اتحاد البرلمانات الافريقية و البرلمان الافريقي الذين يمثلان شعوب افريقيا أحدهما من خلال البرلمانات الوطنية و الآخر يحظى برعاية الإتحاد الإفريقي كهيئة من هيئاته. و دعا بالمناسبة المشاركين في هذا الملتقى إلى مناقشة اشكاليات التمثيل في البرلمانات و الاتحادات القارية و تداخل الصلاحيات من اجل الوصول إلى تصور يعطي نجاعة أكبر لهذه الهيئات و المؤسسات. كما تطرق كذلك إلى مشكل الرقابة على السلطة التنفيذية التي من الممكن تطبيقها في البرلمانات الوطنية و يصعب تطبيقها في البرلمانات الإقليمية و القارية. كما دعا في الوقت ذاته إلى "ضرورة التكامل بين المجالس الوطنية و بين المجالس و الاتحادات الجهوية و القارية". و في سياق آخر اعتبر بلخادم أن العالم اليوم يعرف طغيان التشريع الدولي أمام "تآكل السيادة الوطنية" مشيرا إلى أن هذا المفهوم ظهر بصفة مكثفة بعد حرب الخليج الثانية. و أضاف ذات المسؤول انه من المهم التطرق إلى مفهوم "سيادة الدولة الأمة" و "سيادة القانون الدولي" سواء الصادر عن البرلمانات الجهوية أو عن الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن لأن "تآكل السيادة" خصوصا في العشريتين الماضيتين --كما أوضح-- ترتبت عنه "أنواع مختلفة من التدخلات الملزمة للأمم تحت غطاء التشريع الدولي". و من ناحية أخرى أشار بلخادم إلى الجوانب الايجابية للتنظيمات الإقليمية التي تمكن البرلمانيين من المساهمة في التكامل بين الدول الجارة و بين دول القارة الواحدة.