أكد قس الرباط فانسون لاندال يوم الأربعاء أن أساقفة ندوة الأساقفة السنوية لمنطقة شمال افريقيا (سيرنا) المجتمعين بالجزائر في جلسة مغلقة ناقشوا كيفية اتخاذ "موقف" بالنسبة للأحداث التي تهز خاصة مصر "التي تتحرك و تتغير". وفي تصريح لوأج، قال رئيس الندوة القس لاندال على هامش ندوة الأساقفة المجتمعين منذ يوم الأحد الماضي بأسقفية الجزائر أن حوالي عشرين شخصية دينية منها 9 أساقفة من الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا ناقشوا كيفية تبني المسيحين "موقف إزاء تطور الوضع" بكل بلد من شمال افريقيا خاصة مصر. "حاولنا دراسة الوضع ببلداننا (بلدان الاستقبال) و التعبير عن انشغالاتنا أمام الأوضاع الجديدة" التي تطورت بمصر و تونس. و أضاف القس لاندال أن الأمر تعلق "ببحث الكيفية التي يتطلع من خلالها هذان البلدان إلى الحرية و الديمقراطية" مؤكدا أنه "يجهل كيف سيتم هذا الانتقال و لكن سيتم وفقا لإرادة الشعب". و قال أنه أمام "هذه الحركية و حرية تعبير الرجال لا يمكننا نحن المسيحيون أن نبقى على الجانب" مشددا على ضرورة التموقع ضمن هذا السياق الجديد مع احترام "حق التحفظ في الشؤون السياسية" و "احترام الحريات الأساسية" التي يرى فيها "السبيل نحو السلم". وفي إطار مسار "السلم عن طريق الحوار" تطرق رئيس "سيرنا" إلى عدة اتصالات مع مسلمين رجالا ونساء حتى لا يتحدث المسيحيون المقيمون ببلدان الاستقبال عن "الديانة أو الميتافيزيقا" و لكن عن أمور ملموسة متعلقة بالتنمية" مثل "التكوين و الفلاحة و مكانة المرأة في المجتمع". و أضاف "لم نتطرق إلى هذا الموضوع خلال الاجتماع" غير أنه من بين أهداف الاجتماع "التفكير في وسائل العيش سويا مع المسلمين للمساهمة في التنمية" الاقتصادية و الاجتماعية لبلد الاستقبال. ويرى أن الصعوبة الوحيدة بالنسبة لسيرنا أنها تساهم في الحوار سوى مع أفراد مسلمين و ليس مع شخصية معنوية تمثل الديانة الاسلامية. و تناولت الندوة التي اختتمت مساء يوم الأربعاء مسألة المهاجرين القادمين من افريقيا الواقعة جنوب الصحراء الذين يعبرون عبر شمال افريقيا و ينبغي "مرافقتهم في هذه المراحل الصعبة في حياتهم". كما تطرق الأساقفة إلى التكفل بحوالي 40000 طالب من افريقيا الواقعة جنوب الصحراء الذين يعد "النصف منهم مسيحيون". وحسب سيرنا يعيش حوالي 200.000 مسيحي بالجزائر و تونس و المغرب و ليبيا. و من المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل لسيرنا في 2012 بتونس.