تشهد الساحة المصرية تأزما في الموقف بعد اصرار الالاف من المعتصمين على الاستمرار في التظاهر اليوم الجمعة بميدان التحرير بوسط القاهرة لاجبار الرئيس حسني مبارك على المغادرة مما حرك حفيظة المجتمع الدولي بالدعوة الى الحوار وضبط النفس تفاديا لوقوع مزيد من العنف. واعتصم الالاف من المتظاهرين اليوم في ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة مرددين هتافات تصب كلها في دعوة الرئيس مبارك الى مغادرة السلطة "فورا" والشروع في اصلاحات سياسية واقتصادية. كما تظاهر عشرات الالاف من الاشخاص بمدينة الاسكندرية الساحلية على البحر المتوسط شمال العاصمة المصرية مطالبين برحيل مبارك. ومن مركز الحدث دعا رئيس الوزراء المصري الجديد أحمد شفيق المعتصمين الى انهاء تظاهراتهم في سلام بعد أن تم كما قال "الاستجابة لاكثر من 90 بالمائة" من مطالب المتظاهرين. وأعرب رئيس الوزراء لوسائل الاعلام عن أمله أن "يتم التغيير والانتقال السلمي للسلطة بأسلوب متحضر وكريم يليق بمصر وشعبها خاصة بعد أن تم الإستجابة لاكثر من 90 بالمائة من مطالبهم كما أعلن الرئيس حسني مبارك أنه لن يترشح هو أو نجله جمال في انتخابات الرئاسة القادمة". وكان خطيب الجمعة في ميدان التحرير وسط القاهرة قد دعا المعتصمين المطالبين منذ 11 يوما برحيل الرئيس حسنى مبارك وسط إلى "الثبات حتى النصر" و"رفض الحوار مع النظام حتى تحقيق مطالبهم". ووصف الحركة الاحتجاجية بأنها "ثورة بيضاء" وقال "هي حركة مصرية يشارك فيها مسلمون ومسيحيين. وليس للثورة هدف ديني". وأكد أن "المصريين بجميع طوائفهم يشاركون في الثورة البيضاء . اننا نريد استعادة كرامتنا وان نرفع رأسنا ونريد الحرية". وأكدت من جهتها كاترين آشتون الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالإتحاد الأوروبي اليوم ان بدء الحكومة المصرية لحوار "جاد" و بدون تأخر مع المعارضة أمر "أساسي" للخروج من الأزمة الراهنة. وقالت اشتون في تصريحات لها على هامش القمة الأوروبية المنعقدة اليوم في بروكسل "إن أوروبا مقتنعة تماما بضرورة أن تعمل الحكومة والشعب على الحوار" مضيفة " نريد أن نرى حوارا جادا بين مختلف الأطراف المصرية". ومن واشنطن حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الحكومة المصرية والمعارضة على البدء بمحادثات انتقال السلطة فورا. وقالت فى مؤتمر صحفى عقدته امس الخمسي " أحث الحكومة والشريحة الواسعة وذات المصداقية للمعارضة المصرية والمجتمع المدني ومختلف الأطراف السياسية من أجل البدء فورا بمفاوضات جدية حول عملية انتقالية سلمية ومنظمة". كما أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية الإعتداءات التي تعرض لها بعض الصحفيين في مصر. وكان المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قد أعلن في وقت سابق أنه من المهم أن تتواصل الحكومة المصرية مع ممثلي المعارضة. مشيرا إلى أن هذا الأمر يجب أن يتم فورا. وفي اطار ردود الافعال الدولية المنددة بما أل اليه الامر بمصر حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم النظام المصري من فقدان أي مصداقية متبقية والدعم في حال استمرت أعمال العنف التي ترعاها الدولة أو استئجار "البلطجية" لضرب المتظاهرين. وقال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "أوضحنا أن مصر يجب أن تتخذ خطوات لإظهار أن هناك خطوات شفافة وذات مصداقية في مسار التحول وبصراحة فان الخطوات التي اتخذتها حكومتها حتى الآن لم تحقق تطلعات الشعب المصري". من جانبها دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اليوم إلى ضرورة أن تضمن السلطات المصرية تنظيم تظاهرات "حرة وسلمية". وقالت في بروكسل "ننتظر من قوات الامن المصرية ان تعمل بحيث تجرى في يوم الجمعة الحاسم هذا تظاهرات حرة وسلمية". ومن جهتها دعت مفوضية الاتحاد الافريقي اليوم كل "الاطراف المعنية في مصر إلى وضع مصالح البلاد فوق كل الاعتبارات الخاصة والعمل باخلاص باتجاه قرار مبكر للخروج من الازمة الراهنة من خلال الوسائل السلمية والحوار". وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ في بيان وزعه الاتحاد الافريقي في أديس أبابا أنه "يتابع عن كثب التطورات في مصر وانه يشعر بقلق بشكل خاص ازاء تصاعد العنف والخسارة في الارواح". وشدد على ضرورة أن يلتزم جميع الاطراف المعنية باقصى درجات ضبط النفس والعمل عبر الحوار من أجل ايجاد حل لهذا الموقف يأخذ في الاعتبار طموحات شعب مصر وكذلك الحاجة لاجراء اصلاحات ملائمة.