يبدأ فريق الخبراء الذين سيدعمون المجموعة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي لتسوية الأزمة في كوت ديفوار يوم الأحد في أبيجان مشاورات مع الأطراف المعنية بالأزمة الإيفوارية في إطار مساعي الإتحاد لتسويتها. وأوضح الاتحاد الافريقي في بيان أن فريق الخبراء الذي عقد أولى اجتماعاته برئاسة مفوض السلم و الأمن السيد رمطان لعمامرة سيشرع إبتداء من اليوم وخلال خمسة أيام في إجراء "مشاورات مع الأطراف الفاعلة" في الأزمة الايفوارية. وذكر البيان "انه على أساس هذه المشاورات سيسلم الفريق تقريرا لرؤساء دول الأعضاء في المجموعة رفيعة المستوى الذين سيدرسونه خلال اجتماعهم المتوقع في نواقشوط". وكان الاتحاد الإفريقي قد عين خلال قمته الأخيرة فريقا حول الأزمة الايفوارية يترأسه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كما تضم هذه المجموعة رفيعة المستوى الرؤساء جاكوب زوما (جنوب إفريقيا) و غودلاك جوناتان (نايجيريا) و روبار موغابي (زيمبابوي) و هيفيكيبوانيي بوهامبا (ناميبيا). وقد دعت "قوة المهام المشتركة حول السلم والأمن" التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي الى متابعة تنفيذ الخطوات والترتيبات المهمة التي اتفق عليها خلال الاجتماعات عالية المستوى في أديس أبابا يومي 29 و31 جانفي الماضي حول كوت ديفوار. وأعربت قوة المهام المشتركة في بيان وزعه الاتحاد الافريقي في أديس أبابا عن الدعم لجهود اللجنة العليا التابعة للاتحاد لحل الازمة في البلاد في تطبيق قرار اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي رقم 259 والذي عقد في أديس أبابا يوم 28 جانفي الماضي. وأكد البيان على أهمية التعامل مع الموقف الأمني والانساني على الارض وتهيئة بيئة مواتية لعملية الأممالمتحدة في كوت ديفوار لتطبيق تفويضها واتفقت على دعوة الاطراف الايفوارية الى ضبط النفس حتى يتحقق هذا الهدف. وعلى صعيد مساعي الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في هذا المجال أكد مجلس الأمن الدولي في بيان له مؤخرا حرصه لتسوية الأزمة الإيفوارية. وقال أنه يريد رؤية حل للأزمة السياسية المستمرة منذ شهرين. وأعرب مجلس الامن الدولي عن قلقه حيال تواصل أعمال العنف في كوت كيفوار و تواصل الأزمة السياسية في البلاد بسبب رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو ترك الرئاسة للفائز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الفارط الحسن وتارا. ومن جانب آخر، أكد مساعد وزير الخارجية الصينى ليو شن على ضرورة ان تحل الأزمة السياسية في كوت ديفوار "سلميا" وإعتبر ذلك "أمرا ممكنا". وأعرب عن أمل بلاده فى أن تتمكن جميع الأطراف المعنية بالشأن الايفوارى والمنخرطه فيه من حل نزاعاتهم من خلال الحوار والمشاورات على أساس مصلحة البلاد وشعبها والحفاظ على السلام والاستقرار. ونوه بأن التوصل الى حل سلمي "لايصب فقط في مصلحة الشعب الإفواري وإنما أيضا في مصلحة منطقة غرب أفريقيا بأسرها". مشيدا بالجهود الحثيثه التى يبذلها الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (الإيكواس) من أجل التوصل الى حل سلمي للأزمة. وتعاني كوت ديفوار من مأزق سياسي منذ جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر العام الماضى . وقد اعلن المجلس الدستوري الايفواري غباغبو رئيسا لكوت ديفوار في حين اعلنت اللجنة الانتخابية فوز واتارا كرئيس منتخب للبلاد بدعم من المجتمع الدولي بما فيه الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس). ونصب كل من غباغبو و واتارا (زعيم المعارضة) رئيسان للبلاد وشكل كل واحد حكومة خاصة به. وذكرت الاممالمتحدة أن ما يزيد على 270 شخص قد لقوا مصرعهم فى أعمال العنف منذ إندلاع الأزمة.