أكدت مجموعة العقلاء للاتحاد الإفريقي التي اجتمعت أول أمس الثلاثاء بأديس أبابا برئاسة احمد بن بلة حول موضوع "سياسة اللاعقاب أمام الجرائم، أن "سياسة اللاعقاب لا يمكن أبدا أن تكون خيارا" أمام الجرائم. وقد كانت مجموعة العقلاء قد صادقت على بيان من خلاله أن إفريقيا تقف ضد سياسة اللاعقاب مضيفة أن العدالة تصحح الأوضاع وينبغي عليها دوما التصدي لمقترفي الجرائم. كما أشار نص البيان الذي توج أشغال المجموعة التي دامت يومين إلى أنه يمكن تجنب سياسة اللاعقاب إذا كانت الحكومات والأطراف الأخرى متعاونة بشكل بناء مضيفا في هذا الصدد أن دارفور تشكل مثلا واضحا للاتحاد الإفريقي الذي اتخذ الإجراءات الضرورية لمباشرة الحوار مع الأطراف المعنية عبر المجموعة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول دارفور، كما أكد أن تقرير المجموعة رفيعة المستوى يمنح فرصة فريدة وشاملة لحل مشاكل السودان على يد السودانيين أنفسهم. وبخصوص مسألة دارفور أشار مصدر مقرب من الاجتماع أن مجموعة العقلاء قد اعتبرت بأن إفريقيا قادرة على وضع آليات تهدف إلى المصالحة المنسجمة لمتطلبات السلم والبحث عن العدالة، وأضاف ذات المصدر انه من المنتظر أن تتضمن التوصيات التي سيتم عرضها على قمة الاتحاد الإفريقي إجراءات كفيلة بتثمين تجارب البلدان الإفريقية في مجال الحقيقة والمصالحة الوطنية مع إدماج مكتسبات القانون الجنائي الدولي. كما أبرز البيان أن مجموعة العقلاء قد تابعت بكثير من الاهتمام مداخلات المستشار القانوني لمفوضية الاتحاد الإفريقي حول تقرير وتوصيات اجتماع الخبراء والوزراء حول نظام روما الأساسي الخاص بمحكمة الجنايات الدولية الذي انعقد من 3 إلى 6 نوفمبر 2009 بأديس أبابا. ولدى تطرقه إلى تنفيذ التوصيات المتحورة حول النزاعات والأزمات المرتبطة بالانتخابات أشار البيان أن رئيس المجموعة بن بلة قد طلب من أمانته بالتنسيق مع قسم الشؤون السياسية استكمال تحرير مخطط العمل المتعلق بتطبيق التوصيات المنصوصة في التقرير حول النزاعات المرتبطة بالإنتخابات. وحول وضعية السلام والأمن في إفريقيا موضوع عرض قدمه مفوض السلم والأمن رمطان لعمامرة شجعت المجموعة مجلس السلام والأمن ورئيس اللجنة على مواصلة وتكثيف الجهود الرامية إلى إقرار السلم و الأمن و الاستقرار في إفريقيا. كما أعرب عن ارتياحه للالتزامات السياسية التي سمحت بعقد الإنتخابات في موريتانيا وأشرفت على المفاوضات بين الأطراف الفاعلة الملغاشية التي توجت بإبرام عقد إضافي بأديس أبابا لميثاق المرحلة الانتقالية لمدغشقر. وتتمثل مهمة مجموعة العقلاء التي تم إنشاؤها طبقا للمادة 11 من البروتوكول المتعلق بإنشاء مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي في دعم جهود مجلس الأمن والسلم ورئيس المفوضية خاصة في مجال الوقاية من النزاعات، وتعد جزء من النسيج الذي أعده الاتحاد الإفريقي لفائدة السلام.