أكد قاضي التحقيق بقطب مكافحة الإرهاب بباريس، مارك تريفيديك، أن الطابع الدولي لخطر الأعمال الإرهابية يعتبر "حقيقة ثابتة" منذ أكثر من 15 سنة. و في حديث خص به يومية "ميترو" في عددها الصادر يوم السبت، أوضح السيد تريفيديك أن العالم "أصبح أكثر وعيا بأن كل دولة قد تستهدف" مضيفا "لقد انتقلنا اليوم من إرهاب وطني و انفصالي إلى حركة إيديولوجية". وأكد في ذات السياق أنه "في الماضي كانت دولة واحدة تمول الأعمال فبعض الحركات كالقاعدة حتى و إن استطاعت في بعض الأحيان أن تستفيد من دعم الدول فهي تشكل مجموعات في حد ذاتها". وأضاف مؤلف كتاب "في قلب مكافحة الإرهاب" الذي صدر مؤخرا أن الأمر لا يتعلق بأعمال الدفاع عن الأراضي بل بإيديولوجية يعمل البعض على فرضها. وأكد السيد مارك تريفيديك أن فرنسا "لا زالت تشكل هدفا مفضلا" للاعتداءات الإرهابية و أن "الفروع الأفغانية و الفرنسيون الذين ذهبوا للتدريب في مخيمات الإرهابيين يشكلون حاليا أكبر خطر لأنهم يعودون إلى التراب الفرنسي و قد اكتسبوا مهارات" مضيفا أن مصالح الاستخبارات الفرنسية "تمكنت من تحديد عددهم و هي تتحكم نوعا ما في الأمور". و مع رفع الحدود "أصبح البلجيكيون و الألمان و الاسبان الذين تدربوا في أفغانستان يشكلون هم أيضا خطرا". و في هذا الصدد أوضح القاضي الفرنسي أن رؤية قضاة مكافحة الإرهاب قد تغيرت لا سيما فيما يتعلق بحجم الاعتداءات منذ 11 سبتمبر. وأضاف قائلا "في الماضي قمنا بتفكيك منظمات إرهابية كانت تحضر للقيام بعمليات لكن ليس بهذا الحجم فالتحضير لمدة ثلاث سنوات للقيام بعمل بهذا الحجم أمر لم يكن يتوقعه أحد". وعن سؤال حول حجم توسع منظمة القاعدة أكد السيد مارك تريفيديك أن الأمر "يبقى دون رد" فقد كنا نرى الفرنسيين "يذهبون إلى مخيمات حرب معروفة كان بالإمكان قصفها فقد كانت أكاديمية إرهابية في الهواء الطلق". وأشار إلى أن "العائدين كانوا يتلقون علاجا غير أن الأمر كان يتطلب عملا جماعيا فلم يكن يتسني لنا قصف مخيمات القاعدة لوحدنا و في 11 سبتمبر قام البلد بكامله بالمشاركة في مكافحة الإرهاب".