تتوفر ولاية بومرداس على إمكانيات هامة في تربية المائيات إلا أن هذه الأخيرة تبقى في حاجة ماسة إلى تثمين لتصبح قابلة للاستغلال وتمثل بديلا عن المنتجات الصيدية البحرية التي هي في تناقص من سنة الى أخرى. وأوضح مدير الصيد البحري و تربية المائيات في هذا الصدد بأن هذه الإمكانيات هي -حسب الإحصاء الميداني الذي استكمل مؤخرا و مس 20 موقعا على مستوى الولاية- كفيلة جميعها باحتضان مختلف المشاريع الاستثمارية في مجال تربية المائيات. وتنتشر هذه المواقع على مستوى السدود و مصبات الأودية في البحر و الساحل البحري بالاعتماد على التربية بتقنية الأقفاص العائمة و المسطحات المائية الطبيعية منها و الاصطناعية. ويجري تشجيع المستثمرين على استغلال هذه المواقع المحددة حسب خصوصية كل منطقة يضيف المصدر من أجل تربية أنواع محددة من الأسماك يكثر الطلب الاستهلاكي عليها في السوق الوطنية و تتميز بفائدتها الغذائية الصحية منها سمك بلح البحر والجمبري. ويجري على مستوى مختلف هذه المواقع إلى حد اليوم استنادا إلى نفس المصدر إنجاز ثلاثة مشاريع استثمارية استفادت خلال سنة 2010 من رخص حق الامتياز تتمثل في مزارع لتربية سمك "القاجوج" و" ذئب البحر" في الأقفاص العائمة بساحلي بومرداس و رأس جنات و مزرعة ثالثة لتربية "بلح البحر" ببومرداس. ومن جهة أخرى يجري العمل في إطار نفس مساعي تثمين هذه الإمكانيات و توسيع نطاق تربية المائيات على تشجيع "إدماج" تربية المائيات في المجال الفلاحي والتعاون مع مختلف القطاعات المعنية حيث يتم إعانة الفلاحين و مرافقتهم على استزراع مختلف الأحواض المائية المعتمدة لديهم في عملية السقي. وتم منذ شهر أكتوبر 2010 و إلى حد اليوم في نفس الإطار منح 15 إعانة لفلاحين و مستثمرات فلاحية جماعية و فردية بمناطق مختلفة من الولاية (وعدد أخر من الطلبات لا تزال حاليا قيد الدراسة) على استزراع زهاء 100 ألف وحدة سمك صغيرة بأحواضهم المائية المخصصة للسقي و جمع المياه. كما سيتم قريبا كذلك حسب نفس المصدر القيام بالتعاون مع المركز الوطني للبحث و تطوير تربية المائيات بعمليات واسعة لاصطياد صغار السمك كالبوري و إعادة استزراعها في مختلف الأحواض المائية المعنية. وستمكن مختلف هذه التدابير من تحقيق جملة من الفوائد تتمثل أهمها في توفير مداخيل إضافية للفلاحين و إنتاج السمك بتكلفة أقل و توفيره في السوق و بالتالي خفض أسعاره المتداولة إضافة إلى فوائد تترتب على مياه مختلف المواقع المعنية بعملية التربية من خلال تنقيتها و تجديد مكوناتها البيولوجية.