أكدت مجلة الجيش في عددها لشهر فبراير أن الجزائر تواصل خوض غمار الفضاء الخارجي لا سيما بعد اطلاقها الناجح لقمرها الصناعي الثاني ذي الدقة العالية "السات -2 A " حول مدار الارض يوم 12 جويلة الماضي. وبهذا تكون الجزائر --كما ذكرت مجلة الجيش-- قد أوجدت لنفسها "مكانا في هذا المجال الاستراتيجي" مشيرة الى ما ذكرته أحدث تقارير لجنة استخدام الفضاء الخارجي لاغراض سلمية التابعة للامم المتحدة بأن "الجزائر تعد من بين الدول الافريقية التي تسعى للمضي قدما في تنفيذ برنامج فضائي وطني لخدمة التنمية المستدامة وهي من الدول الرائدة في هذا المجال رفقة جنوب إفريقيا و نيجيريا". وفي هذا السياق ذكرت المجلة أن الجزائر فرضت نفسها منذ سنوات في هذه الديناميكية حيث يساهم قمرها الصناعي "ألسات -1 " منذ سنة 2003 في اطار كوكبة دولية للاقمار الصناعية في تسيير الاخطار الكبرى و الوقاية منها على الصعيد الوطني والاقليمي والعالمي مع عدد من الدول الاخرى المالكة للاقمار المشكلة للكوكبة. وحسب العديد من الملاحظين والخبراء فإن اطلاق الجزائر لقمرها الثاني لمراقبة الارض يؤكد --كما كتبت مجلة الجيش-- "الاهمية الكبرى التي يوليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و الارادة التي تحذوه لجعل الاداة الفضائية عاملا من عوامل السلم و الاستقرار و وسيلة لدعم التنمية الاقتصادية و الاجتماعية وتوفير الرفاهية للمواطن". ويعكس أيضا "عزم الجزائر على مواصلة تطبيق برنامجها الفضائي الذي يندرج في اطار المعاهدات و الاتفاقيات الدولية حول الفضاء التي تحث على التنسيق والتعاون في هذا المجال تحت اشراف اللجنة الاممية للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي". وذكرت مجلة الجيش بأن الجزائر تمكنت سنة 2002 من إحراز العضوية الدائمة ضمن هذه اللجنة الاممية بفضل الجهود التي بذلتها على المستوى الوطني والدولي لتسخير النشاط الفضائي لفائدة التنمية المستدامة و الوقاية من الكوارث الطبيعية و مخلفاتها. وبشأن الميدان التطبيقي للقمر الصناعي الثاني ذي الدقة العالية "السات -2 A " أوضح العميد عمر فاروق زرهوني رئيس مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش الوطني الشعبي ورئيس مجلس إدارة الوكالة الفضائية الجزائرية في حديث أجرته معه مجلة الجيش أن "إستغلال الصور الفضائية الملتقطة عن طريق ألسات -2 A يضيف قيمة إضافية أكيدة في المتابعة والمساعدة على إتخاد القرار لفائدة مختلف القطاعات المعنية". وأضاف العميد زرهوني أن إستغلال هذه المنظومة الفضائية "سيسمح بمعرفة أفضل لاقليمنا و تعد مفتاحا أساسيا في سياسة تنمية البلاد ودفاعها". "و فضلا عن التطبيقات المتعلقة بنشاط قطاعات الزراعة والغابات وتهيئة الاقليم ومسح الاراضي والموارد المائية والطاقة والمناجم فإن قطاع الدفاع الوطني --كما أوضح العميد زرهوني-- سيعتمد على هذه الاداة الفضائية الجديدة لتعزيز امكانياته الاستعلامية الجيوفضائية".