اعتبر رجل المسرح زياني شريف عياد يوم الأحد بالجزائر العاصمة أن العودة إلى المقهى المسرحي بالمدن الجزائرية سيكون أمرا "رائعا" لكن صعبا بسبب كون مسؤولي الأماكن الثقافية لديهم فكرة "متصلبة" عن الفن الرابع. و أشار خلال ندوة صحفية مخصصة لجولة جمعية "غوستو" المسرحية إلى أن "هناك عدة أشكال من التعبير المسرحي بحيث لا يجب أن يتم عرض المسرحيات في قاعات العرض فحسب لكن يمكن أن يتم عرضها في أماكن أخرى كالمقاهي الشعبية مثلا". و ذكر زياني شريف عياد الذي أخرج عدة مسرحيات ناجحة بين سنوات 1980 و 1990 مثل "قالوا لعرب قالوا" (1983) و "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" (1987) و "العيطة" (1991) التي تعود إلى جو المسرح الشعبي و تحاول تقريب المسرح من الجمهور. و أوضح الفنان قائلا "لا نحتاج إلى مسرحيات بل نحتاج إلى أماكن حميمية. أحاول الرجوع إلى جو المقهى-المسرحي الذي كان الممثلون أمثال رويشد و محمد التوري و سيدعلي فيرنانديل و رشيد قسنطيني يتطرقون من خلاله إلى مواضيع اجتماعية باستخدام النكت. بالتالي أسعى أنا و فرقتي إلى وضع مسرح حيوي يتصل مباشرة بالجمهور". و من "الصعب جدا" بل "من المستحيل" بالنسبة إلى رجل المسرح إقناع مسؤولي الأماكن الثقافية بتنظيم عرض مسرحي في مقهى شعبي لأن "هؤلاء المسؤولين يملكون فكرة متصلبة عن المسرح و يعتقدون أنه يجب عرض المسرحية في القاعات العادية فقط". و فيما يخص برنامج "مقهى السعادة" أفاد الكاتب المسرحي أنه سيتم في ثلاث عروض مسرحية "الغوربي يا صديقي" و "وكالة هناك" و "رانا هنا" التي تروي قصة أربع شخصيات (صاحب مقهى و مغني و شاب يائس و زبون مستاء بسبب أحلامه المتبخرة) ذوي اتجاهات مختلفة لكن متكاملة تعكس مجتمع اليوم. و سيتم عرض المسرحية الأولى "الغوربي يا صديقي" يوم الأربعاء 23 فبراير بقصر الثقافة مفدي زكرياء و سيتم عرضها مجددا أيام 24 و 25 و 26 فبراير بنفس المكان و في 28 فيفري في قاعة المحاضرات عيسى مسعودي على مستوى الإذاعة الوطنية. و في ما يخص جمعية "غوستو" المسرحية التي أسسها في 2005 ذكر زياني شريف أنه يحاول من خلالها الرجوع إلى تراث أعمدة المسرح الجزائري (علولا و كاتب ياسين و أرزقي ملال و آخرين) مع إدراج مبادرة معاصرة. كما تطرق إلى تنظيم برنامج للنقاشات و التحسيس و اكتشاف المواهب الشابة عن قريب مع الإذاعات المحلية. و يعد زياني شريف عياد الكاتب المسرحي المقيم بفرنسا منذ حوالي عشرين عاما أحد أعمدة المسرح الجزائري لسنوات 1980 و 1990. و في 1971 بدأ مشواره في المسرح الوطني الجزائري في أدوار صغيرة مع العربي زكال و مصطفى كاتب و يحي بن مبروك و قاصدارلي و نورية و كلثوم. و يحاول الكاتب المسرحي حاليا من خلال جمعية "غوستو" المسرحية أن يجعل الجمهور يحتك مع تراثه الخاص و حاجته للانفتاح على العالم من خلال الاستلهام من نصوص أعمدة الفن الرابع الجزائري.