أكد المنظمة غير الحكومية مراسلون بلا حدود أن 141 صحفي و منسق لوسائل الإعلام قتلوا نتيجة أعمال القمع و الهجمات المنسوبة إلى جماعات إجرامية أو الكارتل خلال سنوات 2000 مشيرة إلى أن المافيا تمثل اليوم "التهديد الحقيقي لحرية التعبير على المستوى العالمي". وقالت المنظمة غير الحكومية في تقرير لها أن الجريمة المنظمة لا تقتصر فقط على تصفية الحسابات الدموية لكنها تشكل "قوة حقيقية للاقتصاد الموازي حول الاقتصاد الشرعي الذي تعاني فيه الصحافة من صعوبات". و مع المنافسة بين المراسلين المحليين و شهادة صحفيين و مراقبي وسائل الإعلام من كل القارات أرادت منظمة مراسلون بدون حدود من خلال هذا التقرير أن تبين العراقيل و التحديات التي تفرضها الجريمة المنظمة على الصحافة "التي كثيرا ما تقتصر مهمتها على التطرق إلى الجريمة المنتظمة من زاوية الحدث البسيط". و تأسف التقرير لكون الجريمة المنظمة "تهدد أمن الصحفيين و قدرة وسائل الإعلام على التحقيق" موضحا أن الخطر الرئيسي الذي يحذق بالصحافة يتمثل في "المافيا وكارتل المخدرات و الجماعات شبه العسكرية التي أصبحت جماعات مهربة على مستويات كبرى". و أضاف البيان أن المافيا التقليدية أمثال "كوزا نوسترا لا تمثل الأوجه الوحيدة لهذه الأبعاد العابرة للقارات التي تتسبب لاسيما في مقتل الصحفيين أكثر من أنظمة المعارضة أو الدكتاتوريين" مؤكدا أنه لا يستثنى أي قارة بحيث يذكر أن الجريمة المنظمة تعود إلى حقيقة جيوسياسية و اقتصادية بما فيها الصحافة التي تعاني العديد من الصعوبات. و يتأسف التقرير لكون "عمليات تبديد المال و تبييض الأموال و الملذات الجبائية تشكل الوجه غير المرئي و الموجود في كل مكان لنشاط الجماعات الإجرامية التي لا يمكن أن يوضع حد لها بتوقيف مجرم". و أضافت المنظمة غير الحكومية أن الخطر الجسمي على الصحفيين يجعل تحقيق الصحافة أمرا صعبا بحيث أشارت إلى أن ميدان الاتصال يشكل "رهانا استراتيجيا" للجماعات الإجرامية. و اعتبرت المنظمة أنه أمام الجريمة المنظمة "تتشتت الصحافة و يبقى المبعوثون معزولين و دون وسائل و قدرتها على إجراء تحقيقات حول الأموال المتحكم فيها نتيجة السباق وراء المعلومة الفورية". و توصي المنظمة التي لا تنوي من خلال تقريرها إيجاد حلول نهائية لهذه المشاكل "بتجميع أكبر" للمعلومات و المصادر بحيث تطالب "بتنمية المؤسسات الصحفية التي تضمن استقلالية وسائل الإعلام القادرة على إبعاد التأثيرات المالية عن خيارات النشر". و اختتمت المنظمة في تقريرها أنه بالرغم من أن المهنة تأخذ شكل الظاهرة تظهر بعض المبادرات الإقليمية و الدولية أن "إرادة الإعلام لم تتغلب بعد على الخوف و الضغوط".