تعد مساحات اللعب والملاعب الجوارية بالجزائر العاصمة، والتي من المفترض أن تشكل محيطا للشباب للترويح عن نفسه، قليلة وغير متواجدة بالعدد الكافي الذي يلبي رغبات هذه الفئة من المجتمع التي إذا لم تمارس الرياضة فسيحيط بها الفراغ الذي من الممكن أن يشجع تفاقم الافات الاجتماعية بكافة أشكالها. وحسب مدير الشباب والرياضة والترفيه بولاية الجزائر السيد محمد قاوقة فإن "هذه المسألة تعد موضوع الساعة وتفرض نفسها بإلحاح ولا تغيب عن إهتمامات السلطات العمومية". وقال في حديث لواج " نحن بصدد بذل مجهودات جمة في هذا المجال، بهدف وضع أكبر عدد من الملاعب الجوارية في متناول الشباب وهذا رغم صعوبة توفير مساحات شاغرة لانجاز مثل هاته الهياكل". وإعترف المسؤول الاول لمديرية الشباب والرياضة بالعاصمة أن الملاعب الجوارية المتواجدة على مستوى مختلف بلديات ولاية الجزائر "لا تلبي الطلب في الوقت الراهن". " أحصينا أكثر من 900 ملعب ومساحة لعب عبر إقليم ولاية الجزائر، وأظن أن هذا العدد لايكفي لتمكين هذه الشريحة الواسعة من المجتمع وهي الشباب و المتمركزة في مختلف الاحياء الشعبية من ممارسة الرياضة التي تفضلها"، كما أضاف ذات المسؤول. ولدى تطرقه للحلول التي يراها مناسبة لهذه المسألة الحيوية، قال السيد قاوقة أن ذلك " يتجاوز الهيئة التي يشرف عليها"، مشيرا الى أن " البلديات هي التي عليها تخصيص مساحات عقارية تمكن من انجاز فضاءات رياضية وترفيهية ممتعة ". "تحدونا إرادة كبيرة لتوفير أكبرعدد ممكن من الملاعب الجوارية لشباب بلديات العاصمة، بيد أن هذا مرهون بتوفر العقار لانجاز هذه الملاعب صغيرة"، كما أوضح مدير الشباب و الرياضة لولاية الجزائر. وبالرغم من أن السلطات المحلية بادرت الى إنجاز العديد من المشاريع في هذا المجال، الا أن الكثافة السكانية المسجلة بعدة احياء شعبية على غرار حي باب الوادي، لا يسمح بالتغلب على هذا النقص. ملعب "فرحاني" الذي يعد منشأة مهمة وجديرة بالتقدير سمحت لشباب الناحية بالترويح عن النفس. -- نقائص وبرنامج طموح .. وحول موضوع تمركز الملاعب الجوارية بولاية الجزائر، كشفت مديرية الشباب والرياضة أن وسط الجزائر يعاني من نقص كبير في هذا المجال. " بالعاصمة سجلنا نقصا ملحوظا ليس جديرا بإمتصاص الطلب الكبير للشباب فيما يخص هذه المنشأت. غير أنه ببلديات مثل الشراقة، دالي ابراهيم، براقي وأولاد فايت فإن المشكل غير مطروح لديها، بعد أن استفاد شبابها هناك من عدة ملاعب للترفيه ". وبخصوص الجهة المخولة لتسيير هذه الملاعب الجوارية، ذكر السيد قاوقة أن مديرية الشباب والرياضة قررت " إسنادها للجمعيات". " تسيير هذه الملاعب أوكل الى الجمعيات التي تضطلع بهذه المهمة والسهر على عدم تحويلها عن مهامها و أهدافها". وكشف نفس المسؤول أن الوصاية ستطلق برنامجا يشمل إنجاز57 منشأة شبانية مستقبلا على مستوى الجزائر العاصمة لتعويض النقص المسجل ببعض البلديات. " 37 منشأة ترفيهية و 20 ملعبا جواريا، سيتم بعثهم في اطار برنامج يهدف الى امتصاص هذا النقص"، حسبما أفاد به السيد قاوقة الذي أشار الى أن السكان المرحلين من بلديات أخرى بولاية الجزائر سيتم التكفل بهم". البلديات التي ستستفيد من هذه المنشئات الجوارية هي : أولاد فايت (3) ودالي ابراهيم (2) وبئر مراد رايس (2) وباش جراح (2) ووبروبة (2) وجسر قسنطينة (2) وسيدي موسى (2) والكاليتوس (2) وأولاد شبل (2) ودرارية (2) والدويرة (2) وخرايسية (2) وتسالة المرجة (2) وبولوغين (2) وبني مسوس (2) وبوزريعة (2) وعين طاية (2) وهراوة (2). حتى وإن بات النقص المسجل في مجال غياب مساحات الترفيه واضحا، فإنه من الموضوعية الاعتراف بأن جهودا مضنية ومشجعة تبذل حاليا من أجل تعويض هذا النقص. الأمر يتعلق بتحدي هام لابد من رفعه -بالنظر إلى طبيعته الحيوية- خاصة وأن حلولا من الممكن إيجادها هنا وهناك عبر منطقة الجزائر الوسطى . ويمكن أن يكون شاطئ "السابلات" ببلدية حسين داي و الذي يمتد لعدة كيلومترات، على سبيل المثال، حلا لسد هذا النقص وتمكين الشباب من الترويح عن النفس، حيث أنه يتوفر على مقومات مثالية لانجاز عدد هائل من الملاعب الجوارية ومساحات اللعب والترفيه، كما إقترحه منذ أزيد من 20 سنة النجم السابق لكرة القدم الجزائرية رشيد مخلوفي، والفرصة لا تزال قائمة.