سيقوم المعهد الوطني للأبحاث والدراسات الغابية الذي يوجد مقره بالجزائر العاصمة بتوسيع زراعة نبات الزعفران بمنطقة لمصارة (أقصى شمال غرب خنشلة) بعد أن أعطت تجربة غراسته نتيجة ''مشجعة للغاية" حسب ما علم يوم الإثنين من مهندسين من ذات المعهد. وأوضح المهندس الفلاحي محمد نسيم قادي ل (وأج) على هامش المعرض المقام بدار الثقافة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للشجرة أن خصوصية هذه المنطقة ذات الطابع الغابي والجبلي المحض ملائمة جدا لزراعة هذه النبتة الثمينة والنادرة بالبلاد والتي تستورد في الوقت الحالي من المغرب وفرنسا. و أشار المختص إلى أن تقنية زراعة الزعفران الذي يعطي مردودا يتراوح بين 7 إلى 11 كلغ في الهكتار الواحد ببعض الدول المنتجة له تعتمد على وضع البذرة في ثقوب أرضية مضيفا بأن البحث الذي قام به المعهد المذكور في الأشهر القليلة الماضية بالمنطقة كشف عن صلاحية التربة والمناخ "المساعدين جدا على نمو البذور" بعد شهرين من زراعتها و ذلك بالتنسيق مع مصالح الغابات. وأكد أن المعهد الوطني للأبحاث الغابية يولي أهمية كبيرة لتوسيع مساحة نبات الزعفران الذي يقدر ثمن الكيلوغرام الواحد منه ب 3 آلاف دولار في بورصات الأسواق العالمية. واعتبر نفس المختص أن "الوقت قد حان للعناية بهذا الصنف من الزراعة" بالجزائر وتثمين هذا المنتوج الفلاحي الذي يندرج "ضمن الزراعات الصناعية التحويلية وحتى الصيدلانية" باعتباره مادة تستخدم في تحضير الحلويات وفي الطبخ وفي العلاجات وغيرها من المستحضرات والمستخدمات الأخرى. ودعا مهندسو المعهد الوطني للأبحاث الغابية بالمناسبة إلى محاولة تكثيف زراعة الزعفران بهذه المنطقة وذلك بتحسيس وتوعية الفلاحين بالتنسيق مع الهيئات المحلية المعنية بالقطاع الفلاحي معتبرين أنه بإمكان الشباب الراغبين في الاستثمار الفلاحي إنجاز مشتلة في هذا المجال الذي يتطلب معدات تقنية بسيطة جدا في حفر الثقوب وتوفير مياه السقي. وأشار المختصون إلى أن مدة إنتاج الزعفران لا تتعدى شهرين بعد أن تبرز الزهرة التي تشبه كما وصفوها بحبة الثوم المفتوحة حيث تقطف الخيوط ذات اللون الأحمر وتجمع إلى أن تصبح صفراء لتتحول بعد مدة قصيرة إلى يابسة ثم تسوق.