أعرب سياسيون و ممثلون عن المجتمع المدني يوم الخميس في فرنسا عن معارضتهم للتدخل العسكري الغربي في ليبيا ورؤوا فيه تدخلا في شؤون بلد و انابة "غير مبررة" عن الاتحاد الإفريقي. في هذا الصدد عبرت النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي من حزب الوسط ناتالي غولي عن "معارضتها الشديدة" للتدخل في ليبيا لانه جاء "متاخرا" و لم "يحظى بدعم كامل من الدول العربية". أما رئيس منظمة اطباء بلا حدود روني برومان فقد أكد هو الاخر معارضته لهذا التدخل العسكري في ليبيا. من جانب اخر حذر مختصون في المجال الطاقوي من ان يؤدي التدخل العسكري إلى الحاق الاضرار بالمنشات النفطية و الغازية للبلاد. واشار المختص فرانسيس بيران مدير تحرير مجلة بترول و غاز العرب ان "هذه الاخطار تتعلق خاصة بانابيب و خزانات النفط و نهائيات البترول و المصافي و المصانع البتروكيميائية التي تتركز على السواحل المتوسطية حيث تجري معارك طاحنة". الا انه أوضح بان الحقول البترولية و الغازية "ليست مهددة بشكل اكبر إلى حد الان بسبب موقعها البعيد عن المناطق الساخنة عسكريا" مضيفا ان "هذه الحقول تقع بشكل خاص في مناطق صحراوية (احواض سيرت و مرزوق و غدامس خاصة)". كما أكد انه لا يجب استبعاد توقف "كلي" للصادرات البترولية في مستقبل قريب اذا ما ادت العمليات العسكرية إلى اضرار على مستوى النهائيات النفطية و انابيب البترول "و هو ما يعد ممكنا". و انخفض الانتاج الليبي بشكل كبير منذ بداية النزاع منتقلا من 6ر1 مليون برميل يوميا في يناير 2011 إلى 400.000 برميل/يوميا على الاكثر حاليا. و فيما يخص اسعار النفط التي ظلت مرتفعة خلال الايام الاخيرة نظرا للمخاوف المتعلقة بالاثر المحتمل للعمليات العسكرية على قطاع المحروقات قال بيرين ان متعاملي النفط يخشون ان تكون العودة إلى الوضع الطبيعي في مجال انتاج و تصدير النفط الخام الليبي جد بعيدة عن الموعد المقرر مسبقا لاسباب امنية و كذا تقنية (كلما بقيت الحقول مغلقة كلما كان استئناف النشاط النفطي تدريجيا). و اعتبر مدير مجلة "بتروستراتيجي" بيار ترزيان ان الدول التي اختارت التدخل العسكري "قد تنازلت عن استغلال النفط و الغاز الليبيين على المدى المتوسط على الاقل". و قال ان "الصادرات الليبية استبدلت بدول أخرى على غرار المملكة العربية السعودية بالنسبة للنفط (في جزءه الكبير) و روسيا بالنسبة للغاز. و ميدانيا فان مواقع الجانبين قد اختلطت فيما يخص المنشات النفطية الليبية إلى حد انه لا يمكن معرفة كيفية تشغيل هذه المنشات في الوضع الحالي". و من المقرر تنظيم تجمع لدعم ليبيا و مناهض لكل تدخل اجنبي في هذا البلد بساحة الجمهورية بباريس بمبادرة جمعيات لاسيما حركة الصداقة و التعاون بين الشعوب الاوروبية و الليبية. و اعتبر المنظمون ان ليبيا بلد إفريقي لذا يجب ان "يعود القرار إلى الاتحاد الإفريقي عندما يكون هناك نزاع بإفريقيا" مضيفين انه "ليس على المستعمرين الامبرياليين شن حرب صليبية جديدة".