حمل خبراء مشاركون في الملتقى الدولي حول الحفاظ على البيئة في الاسلام وفي الدراسات العلمية المعاصرة اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة الدول المصنعة "مسؤولية تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب توسع التصنيع غير المحكم على حساب البيئة" . وأكد هؤلاء الخبراء أن الدول المصنعة لم تلتزم بوعودها في تقليص الافرازات للغازات الدافئة وعلى رأسها ثاني اوكسيد الكاربون مما أثر سلبا على مكونات البيئة. و رغم أن هذه الدول هي المسبب الرئيسي في التغيرات المناخية غير أن بعضها لم يوقع لحد الان على اتفاقية كيوتو كالصين والهند والولايات المتحدةالامريكية واليابان "لمصالح واعتبارات سياسية "على حد قولهم. وفي هذا الاطار اعتبر علاوة عنصر أستاذ بجامعة قسنطينة في تصريح لواج الاحتباس الحراري "أزمة العصر الراهن" نتيجة النشاط الاقتصادي والفلاحي والصناعي الذي يمارسه الانسان على حساب الطبيعة. وأرجع عنصر تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري خلال هذه السنوات الاخيرة الى عدة اسباب أهمها انتشار حرائق الغابات بكثرة واستعمال مختلف الاسمدة المخصبة في الفلاحة والتوسع العمراني والسكاني المفرط الى جانب الصناعة التي تؤدي الى افرازات غازية ملوثة للجو. وينجر على هذه الظاهرة ايضا -يضيف نفس المتحدث - بروز التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة وزوال بعض الانظمة البيولوجية وانقراض انواع من الحيوانات والنباتات النادرة الى جانب توسع رقعة الفقر في مناطق الجنوب والهجرة نحو الشمال والامراض والاوبئة والمجاعة. ودعا عنصر كل الفاعلين الى القيام بمساعي مكثفة لمكافحة الاحتباس الحراري على المستويات المحلية مشيرا في هذا الاطار الى اهمية توسيع حملات التشجير بصفة دائمة والقيام بنظافة المحيط والتقليص من الافرازات الغازية المتسببة في ارتفاع درجة الحرارة . اما قسوم نضال استاذ محاضر بالجامعة الامريكية بالشارقة بالامارات العربية المتحدة فقد ركز على وجوب ربط العلاقة بين الطبيعية و الحياة اليومية للانسان لخلق نوع من الانسجام لفائدة الفرد والجماعات. وتساءل المتحدث كيف يمكن للانسان ان يعيش في بيئة روحية نظيفة وهو يصطدم بعمران يفتقد للانسجام والتناسق ويعاني من قلة النظافة وتراكم الاوساخ وانتشار التلوث بفعل التصنيع ويواجه نقص في الموارد المائية ايضا . وأرجع قسوم مسؤولية تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري الى نشاطات الانسان مما أدى كما قال الى زوال العديد من التنوع البيولوجي وانتشار التصحر والجفاف وندرة المياه وكذا الثروة السمكية ايضا . ودعا في هذا الاطار الى وجوب تغيير النمط المعيشي للانسان للتخفيف من حدة التلوث والتقليص من التوجه نحو التكنولوجيات لان هذه الاخيرة على حد تعبيره لها ايجابياتها وسلبياتها . في حين ابرز ابراهيم بن يوسف من جامعة كندا اهمية توسيع البحوث العلمية ووترسيخ البعد الثقافي لايجاد حلول موضوعية لمشاكل البيئة التي تحذق بالمعمورة . ويرى ابراهيم انه من واجب هذه الدول المصنعة التي تعد المسبب الرئيسي في تلوث البيئة أن تقلص من التسربات الغازية لاسيما غازات ثاني اوكسيد الكاربون للتخفيف من الاحتباس الحراري . كما الح المتحدث على وجوب التركيز على مبادئ التنمية المستدامة في مجال البيئة مبرزا اهمية القيام بحملات تحسيس في المجتمع لترسيخ ثقافة بيئية لفائددة الاجيال القادمة.