افادت وزارة الداخلية التونسية يوم الجمعة ان مجموعة من المواطنين تظاهروا وسط العاصمة رافعين شعارات "خرج" بعضها عن الاطار السلمى وذلك بالدعوة "الى ممارسة العنف وبث الفوضى". واضاف بيان الداخلية التونسية ان مجموعة أخرى بلغ عددها حوالى 1000 شخص رشقت أعوان الامن بالحجارة واحرقت محلا تجاريا كما خربت سيارات خاصة مما اثار حالة من الفزع والذعر فى نفوس السكان والمارة وهو ما استوجب تدخل أعوان الامن لحماية ممتلكات المواطنين والممتلكات العمومية . واوضح البيان انه أمام اصرار هذه المجموعات على مواصلة المظاهرات الغير سلمية تدخل أعوان الامن بالتنسيق مع وحدات الجيش الوطنى لتفريقهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع دون حصول أى أضرار بشرية. وكان مواطنون تونسيون قد نظموا مظاهرات في قلب العاصمة التونسية يوم الجمعة للمطالبة" بالحريات الدينية " والتنديد باللائكية فيما احتج متظاهرون اخرون على أداء الحكومة المؤقتة ودعوا الى حرية إلاعلام والتعبير واحداث القطيعة التامة مع النظام البائد . وقد تظاهرت جماعات تنتمي الى حركات اسلامية - خاصة حزب " التحرير" غير المعترف به - للمطالبة " بالحريات الدينية " والعلاقة بين الدين السياسة واعربوا عن رفضهم مبدا اللائكية كما دعوا الى الحل " الفعلي" للبوليس السياسي وإلغاء الاجراء الخاص بمنع "الحجاب" بالإضافة إلى حرية الممارسات الدينية " وإلغاء قانون مكافحة الإرهاب ". ومن جهة اخرى انتقد متظاهرون اخرون الأسلوب الذي تنتهجه الحكومة في معالجة القضايا والملفات الوطنية كما شددوا على ضرورة احداث القطيعة التامة مع كل رموز النظام السابق والمنتمين لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل. وندد المتظاهرون باداء الإعلام التونسي الذي مايزال " قاصرا " حسب رايهم عن أداء الدور الموكول إليه كما طالبوا بتكريس مزيد من الشفافية في التعاطي مع عمليات التحقيق مع الشخصيات المرتبطة بنظام الرئيس المخلوع. لكن فريق اخر من المتظاهرين طالب بضرورة فسح المجال أمام الحكومة المؤقتة للعمل ودفع حركة التشغيل والتنمية والبحث عن أشكال أخرى للنضال لان الإعتصامات والإضرابات كما ذكر عدد منهم "من شانها تعميق المشكل وتعطيل حركة التنمية لا غير".