سيكون جمهور تلمسان يوم العاشر من أبريل الجاري على موعد مع مسرحية "البودالي- ثورة بلحرش" من إنتاج المسرح الجهوي لسكيكدة. وأوضحت صونيا مخرجة المسرحية مديرة مسرح سكيكدة لواج أن هذه الاخيرة تعد العمل الوحيد الذي سيشارك به المسرح الجهوي لسكيكدة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. و أفادت أن هذا العمل الذي يستغرق 70 دقيقة هو عمل استعراضي يضم 25 ممثلا شابا من مسرح سكيكدة بعضهم ينتمي إلى مسرح الهواة والبعض الآخر إلى المسرح المحترف كما ستمثل هذه المسرحية التجربة لبعضهم. و أضافت أن هذه المسرحية سيكون لها 30 عرضا عبر مختلف المسارح الجهوية من بينها عرضين في العاصمة. و يتعلق هذا العمل المسرحي الذي قام بكتابته الكاتب المسرحي سليم سوهالي بفترة من تاريخ الجزائر و بالضبط من 1800 إلى 1804 و هي الفترة التي قاد خلالها بلحرش ثورة ضد البايلك الجزائري حيث قتل فيها الباي عصمان باي قسنطينة. و يدور نص المسرحية حول شخصية الحاج محمد بن عبد الله بلحرش الذي قدم إلى جيجل والذي أشتهر لدى العامة ب"البودالي" في ظروف غامضة قصد الإستقرار بها و هناك بدأ يخطط لثورته ويتصل بالقبائل الجبلية التي تقطن المناطق الواقعة ما بين جيجل و القل و ميلة. و لم يلبث أن أكتسب المؤيدين و أصبحت كلمته مطاعة عند أهالي الوادي الكبير و ناحية وادي أزهور " بني فرقان " و كان في طليعة مناصريه أولاد عيدون و بني مسلم و بني خطاب مما ساعده على إكتساب تأييد هذه القبائل و أستعدادها للسيير معه و بعد إستقراره بزاوية سيدي الزيتوني بجيجل لتفقيه الناس و تأسيسه معهدا ببني فرقان لتلقين الصبية القرآن. و بعد ذلك قام بمحاربة الفرنسيين على الساحل الجيجلي و عندما تفطنت حكومة الداي إلى خطورة الأمر أرسلت أربع سفن مسلحة إلى مرسى الزيتون قرب وادي الزهور لتهدئة القبائل و القبض على بلحرش لكن إخلاص القبائل له فوت الفرصة على حكومة الداي. و بعدها أعلن بلحرش الجهاد للقضاء على سلطة البايلك في جوان 1804 و توجه إلى قسنطينة في جموع غفيرة قدرت بالستين ألف رجل وكادت المدينة أن تسقط و اضطر بلحرش إلى التراجع بعد أن أصيب بجروح خطيرة في ساقه. و في الوقت الذي شفي فيه بلحرش من جروحه في شهر أوت من عام 1804 خاض معركة ضد الباي عصمان الذي قتل بناحية أولاد عواط العزابة حاليا على يد بلحرش ومؤيديه.