احتضن أمسية أوّل أمس المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة العرض الشرفي لمسرحية ''عام لحبل'' اقتبسها سليم سوهالي عن رواية ''عام الحبل'' للروائي الجزائري مصطفى نطور. مقتبس الرواية وفي حديث خصّ به ''المساء'' أشار إلى أنّ المسرحية حكاية معروفة ذكرها بعض الباحثين الفرنسيين في المجلة الافريقية وتعرّض لها بالتفصيل صالح العنتري الذي كان والده مستشارا لأحد بايات مدينة قسنطينة خلال التواجد العثماني ببلادنا قبل أن ينقلب عليه وبالتالي -كما أضاف- فقد تمّ توظيف حادثة تاريخية في هذا العمل الإبداعي، تعود إلى أيام المجاعة التي أصابت بايلك الشرق. وحسب الأستاذ سليم سوهالي فإنّ النص في مجمله يرتكز على شخصية محورية وهي شخصية الراوي بوقرة أو''القوال'' وصراعه مع بعض دوائر القرار، وبالتالي فإنّ هذه الشخصية في واقع الأمر ترمز للمثقف المدافع عن القيم والثقافة الوطنية الأصيلة وسعيه من أجل تجسيد مجتمع ديمقراطي تتوفّر فيه حرية التعبير، وفيما يخصّ لغة المسرحية، فقد أشار المتحدّث إلى أنها تغلب عليها اللهجة العامية المستمدة من المخزون التراثي الوطني فهي تقترب بشكل كبير من مسرحية الحلقة التي تتزاوج فيها الحداثة بالتراث. هذا العرض المسرحي الجديد للمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة قام بإخراجه جمال مرير في حين قام بإعداد سينوغرافياتها زعبوبي عبد الرحمان، أمّا الكوريغرافيا فقد أنجزها سليمان حابس، بينما قام بإعداد أغنية ''يا لجنة الخضراء'' و''آه سيدي عاشور'' الفنان والملحن بوغنجيوة بدر الدين. وفي سياق آخر، كشفت السيدة صونيا مديرة المسرح الجهوي لسكيكدة ل''المساء'' عن اللمسات الأخيرة لثاني عمل مسرحي جديد لمسرح سكيكدة الجهوي بعد مسرحية ''عام لحبل'' والتي تحمل عنوان ''البودالي أوثورة بلحرش''، اقتبسها للمسرح سليم بوهالي وأخرجتها السيدة صونيا. والمسرحية التي برمجت للمشاركة في فعاليات ''تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية'' تتطرق لمعركة بلحرش الشهيرة التي جرت سنة 1804 في منطقة الشمال القسنطيني وهي عبارة عن انتفاضة أهالي المنطقة على بايلك الشرق بسبب الظلم المسلّط عليهم بالخصوص كثرة الضرائب التي أثقلت كاهلهم، وتمكّنوا بقيادة بلحرش من محاصرة مدينة قسنطينة ليتمكّن بعدها هذا الأخير من اغتيال الباي عصمان بالقرب من منطقة وادي الزهور بأقصى غرب سكيكدة. وحسب السيد سليم سوهالي فإنّ النص المسرحي الذي تعالجه مسرحية ''البودالي أو ثورة بلحرش'' ترتكز على تلك الجوانب التاريخية وتقديمها بشكل فني استعراضي مقبول، الهدف منه هو التعريف ببعض الجوانب الحقيقية المستمدة من تاريخنا بوجه عام وتاريخ المنطقة بوجه خاص وكذا للفت الانتباه لمنتجي الأفلام والمخرجين إلى ضرورة العمل على إخراج أفلام تتطرق إلى تلك الجوانب ومنه إعطاؤها ما تستحقه لكونه ذاكرة الأمة-.