ألح المشاركون في لقاء دراسي الأول الذي احتضنته جامعة الحاج لخضر بمدينة باتنة يوم الخميس تحت شعار"السياحة الثقافية عامل لتنمية السياحة الداخلية" على وجوب وضع "خارطة طريق" لتفعيل آليات القطاع بعاصمة الأوراس. وشارك في هذه التظاهرة التي بادرت إلى تنظيمها مديرية السياحة والصناعات التقليدية بالتنسيق مع جامعة باتنة مختلف الفاعلين في هذا القطاع الحيوي وشركائه الاجتماعيين من وكالات سياحة وسفر وفنادق ومطاعم وجمعيات ذات طابع سياحي وثقافي وغيرهم. وتمحورت مجمل التدخلات في هذا اليوم الدراسي حول كيفية وضع "خارطة طريق" لتفعيل قطاع السياحة بعاصمة الأوراس التي تزخر بمعالم أثرية وطبيعية متنوعة تجعلها في مصاف ولايات الوطن الأولى من حيث غناها بالموروث السياحي. وشدد والي باتنة في تدخله بالمناسبة على ضرورة وضع دفتر شروط وكذا خارطة سياحية واضحة المعالم للنهوض بهذا القطاع محليا وجعله في المدى القصير عنصرا فاعلا وأساسيا في اقتصاد الولاية والمنطقة ككل مشيرا في ذات السياق إلى العمل على حماية والمحافظة وكذا تثمين المواقع الموجودة بمختلف أنحاء الولاية. أما مدير جامعة الحاج لخضر بباتنة الدكتور موسى زيرق فأوضح بأن هذا اليوم الدراسي جاء كثمرة لاتفاق الشراكة الذي تم إمضاؤه مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية لباتنة في شهر ديسمبر المنصرم على هامش الأيام الوطنية الدراسية والإعلامية حول الشراكة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي والاجتماعي. وكشف زيرق بأن جامعة باتنة ستتدعم خلال البرنامج الخماسي 2010-2014 بإنشاء معهد للفندقة والسياحة والآثار على مستوى القطب الجامعي الجديد بفسديس "مما سيسمح دون شك في ترقية قطاع السياحة بالولاية وتدعيمه بالإمكانات والوسائل التي ستسهم في ترقيته". فولاية باتنة التي تزخر بمواقعها السياحية المختلفة ومنها ذات الشهرة العالمية كشرفات غوفي و الآثار الرومانية بتيمقاد يضيف المتدخلون في حاجة ماسة إلى تثمين تراثها المادي واللامادي وجعله منتوجا سياحيا قابلا للترويج والتسويق سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي خدمة للاقتصاد الوطني. وفي هذا الشأن شدد الأستاذ عيساني عامر من جامعة باتنة في مداخلة حول "الجودة في قطاع السياحة" على أهمية دور وكالات السياحة والأسفار في الترويج للسياحة الوافدة وترقية الوجهة إلى الجزائر مشيرا إلى أن أغلبها في الوقت الراهن - وعلى عكس وكالات السياحة بباقي دول العالم الأخرى- "تعمل على تشجيع السياحة العكسية من خلال اقتصارها تقريبا على تنظيم رحلات الحج والعمرة". وأشار المتدخل إلى ضرورة تكوين و تأطير الموارد البشرية العاملة بقطاع السياحة وتنويع وتدعيم هياكل الاستقبال وترقية الخدمات المقدمة بها كما ألح على ضرورة استحداث نقاط ومواقع بهذه المناطق لعرض المنتوج التقليدي المحلي بمختلف صيغه بما في ذلك الأكلات الشعبية المشهورة بكل منطقة "وهي عوامل تسهم في مجملها في النهوض بالسياحة المحلية وجلب السياح الوطنيين والأجانب إلى الجهة". ورأى من جهته المدير العام لوكالة السياحة "تيمقاد سفر" والنائب الاول لرئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية امنصر الشريف أنه يتوجب على وكالات السياحة الوطنية المتخصصة في جلب السياح الأجانب إلى الجزائر برمجة منطقة الأوراس وما تزخر به ولاية باتنة من معالم ضمن المضامير السياحية التي يتم استكشافها. كما أوضح جدوى تشجيع الاستثمار الخاص لاسيما في مجال بناء الفنادق بغية الاستجابة لتوقعات السلطات العمومية فيما يخص جلب السواح الاجانب الى الوطن. وتميز اليوم الدراسي بإلقاء العديد من المحاضرات منها "دور الموارد البشرية في التنمية السياحية" و "استغلال التراث المادي واللامادي في تنشيط السياحة الثقافية المحلية". وتم خلال اليوم الدراسي إقامة معرض متنوع ضم العديد من الأجنحة من ضمنها الفنادق والوكالات السياحية وجمعيات الإطعام التقليدي الشعبي والألبسة التقليدية بالإضافة إلى جناح خاص بمدرسة آبيس للتكوين المهني المتخصصة في تكوين المرشدين السياحيين وأعوان الاستقبال الوحيدة من نوعها بولاية باتنة. كما ضم المعرض جناح آخر للحظيرة الوطنية لبلزمة التي قدمت للمشاركين لمحة على أهم ما تحتويه باتنة فيما يخص النباتات والحيوانات وكذا المواقع السياحية الجبلية.