دشن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الأحد في إطار اليوم الثاني لزيارة العمل والتفقد لولاية تلمسان العديد من المرافق الثقافية. وقد توجه رئيس الدولة إلى الموقع التاريخي لقلعة المشور حيث أشرف على تدشين القصر الملكي الذي شهد أشغال لإعادة تشكيله مما سمح باسترجاع مظهره التي تميز به في العصور السابقة. وقد جسدت عملية المحافظة على هذا المعلم التاريخي بالنظر إلى قيمته التاريخية والحضارية. وقد تمت هذه الأشغال بناء على تعليمات رئيس الجمهورية خلال زيارته لمدينة تلمسان سنة 2003 حيث أسفرت العملية عن اكتشاف كبير تتمثل في الحوض ومختلف مرافقه التي تعود إلى عهد أبي موسى حمو الأول الزياني. وفي تصميمه الهندسي يعد هذا المبنى نسخة لقصر الحمراء (الأندلس) من خلال القاعة الملكية وزليجه (القيراطي). وتقدر القيمة المالية للصفقات ب 377 مليون دينار مع مدة الانجاز تعادل 18 شهرا كما كان المشروع محل متابعة وإنجاز من طرف كفاءات وطنية. وبمتحف التاريخ لتلمسان المتواجد بمقر البلدية سابقا قدمت للرئيس بوتفليقة شروحات حول الأعمال التي أجريت من أجل تحويل هذا المبنى الإداري إلى فضاء للحفاظ على الذاكرة الوطنية والمحلية. وقد تم إنجاز هذا الصرح الثقافي من طرف العديد من المؤسسات برخصة برنامج تقدر ب 280 مليون دينار حيث تم إعادة تأهيل هذا المبنى في ظرف ستة أشهر. كما دشن رئيس الدولة متحف الفنون والخطوط الإسلامية لمسجد سيدي أبى الحسن الذي يعود الى القرن الثالث عشر حيث استفادت ولاية تلمسان من هذا المشروع في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية 2011". ويشمل هذا المتحف على فضاءات لعرض المخطوطات ولحفظ التحف التاريخية والفنية. وقد تطلبت الأشغال التي استغرقت مدة 12 شهرا غلافا ماليا قدره 50 مليون دينار. كما حظي قصر الثقافة الجديد بالتدشين من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أبدى اهتمامه بالمعرض الدولي للخط العربي بقاعة العروض الكبيرة التي تتسع لألف مقعد حيث أدت فرقة صوتية وصلة غنائية ترحيبية على شرفه. ويتميز قصر الثقافة الجديد ببنايته الرائعة من خلال الطراز المعماري العربي الإسلامي والتصميم الملائم لواحقه حيث سيحتضن هذا المرفق ابتداء من يوم الاثنين ملتقى دولي على مدار ثلاثة أيام حول "مفكرون وشخصيات بارزة من تلمسان". وقد استهل الرئيس بوتفليقة سلسلة التدشينات بتلك التي خصت المدرسة ومركب سيدي بومدين حيث شملت الأشغال التي استغرقت 12 شهرا تأهيل وترميم المدرسة والمسجد ودار الحجيج والضريح حيث تم تخصيص غلاف مالي قدره 60 مليون دينار لتجسيد هذا المشروع.