أكد الأستاذ عبد الحق بن باديس شقيق العلامة المصلح عبد الحميد بن باديس و الرئيس الشرفي لمؤسسته يوم الأحد بميلة بأن هذا الأخير "كان نعم الناصح بسيط في معيشته هادئ الطبع و يعامل الناس برفق ومدافع بثبات عن مقومات الأمة". كما قال شقيق العلامة و تلميذه أن عبد الحميد بن باديس "لم يكن يتردد في الجلوس إلى جميع الناس بكل فئاتهم" مركزا على نشر العلم للكبار و الصغار نساء كانوا أو رجالا. وقد حضر الأستاذ عبد الحق بن باديس اليوم بدار الثقافة مبارك الميلي محاضرة قدمها الدكتور عبد العزيز فيلالي أستاذ بجامعة قسنطينة بعنوان "الفكر الثوري عند بن باديس" و ذلك بمناسبة إحياء الذكرى 71 لوفاة الشيخ الإمام يوم 16 أبريل 1940. كما أكد في تصريح لوأج بأن شقيقه أنهى تفسير القرآن الكريم سنة 1938 أي قبل سنتين من وفاته كما عرف عنه اهتمامه الكبير بتربية الأجيال بأخلاق ومثل القرآن الكريم "إذ كان يقدم يوميا ما لا يقل عن 15 درسا في تفسير القرآن وعلوم الدين الإسلامي الحنيف". ومن جهته تناول الدكتور فيلالي عبد العزيز في محاضرته ملامح الفكر الثوري ضد الاستعمار الفرنسي عند ابن باديس من خلال تحليل خطاب ألقاه سنة 1928 أمام علماء مقربين له بمقر إحدى المجلات العربية الصادرة آنداك وذلك بحي أربعين شريف بقسنطينة. وفي هذه الوثيقة التاريخية التي قدمها الرئيس الجديد لمؤسسة عبد الحميد بن باديس رسم العلامة الراحل تشخيصا صارما للواقع الاستعماري الجاثم على البلاد في شتى المجالات كما دعا العلماء إلى تحمل مسؤولياتهم بشجاعة و تضحية. كما ذكر بمقولة طارق بن زياد في دعوة صريحة إلى الجهاد ضد مخططات الاستعمار لمحو عوامل الشخصية الوطنية. وفي تلك الوثيقة أيضا وضع الشيخ كما قال الدكتور المحاضر "خطة عمل طويلة الأمد للنهوض بالجزائر في كل المجالات احتوت على العديد من المحاور من أهمها إنشاء المدارس الحرة وتقديم الدروس لعامة الناس وفئاتهم و الكتابة في المجلات والجرائد و إنشاء النوادي العربية والكشفية و إذكاء روح النضال ضد العبودية". وعبر الدكتور فيلالي عن قناعته بالمناسبة بأن ابن باديس "لو كتب له أن عاش سنوات أخرى في حياته القصيرة لكان دعا صراحة إلى الثورة وذلك استنتاجا من تنامي وتصاعد وتيرة وعيه بالواقع الاستعماري و ضرورة التخلص منه" على حد تعبيره. وشهد النقاش الذي أعقب المحاضرة حوارا ثريا تناول خاصة علاقة ابن باديس بمبارك الميلي إبن مدينة ميلة الذي كان مسؤولا عن مالية جمعية العلماء المسلين الجزائريين التي تأسست سنة 1931 ردا على احتفال الاستعمار بمائويته في الجزائر. وقدم شقيق العلامة الراحل بالمناسبة لمدير دار الثقافة بميلة صورة قديمة لتأبين ابن باديس من طرف الراحل مبارك الميلي بقسنطينة في يوم 17 أبريل 1940.