تعد الأعمال الروائية للطاهر وطار بمثابة استكشاف بدون مجاملة لعمق المجتمع الجزائري إبان وبعد حرب التحرير الوطنية حسب ما تمت الإشارة إليه يوم الثلاثاء بأم البواقي خلال ملتقى خصص لهذا الأديب الراحل. وذكر نوري هلال مدير دار الثقافة نوار بوبكر المؤسسة التي نظمت هذا اللقاء في حديث خص به وأج أن مؤلف "لاز " كان هو بدوره ضمن صفوف الثورة المسلحة واستطاع أن يفصل مأساة الحرب والتمزق والمعاناة التي انجرت عن ذلك. وأضاف من هذا المنطلق بأن الطاهر وطار "دشن عهدا جديدا في التاريخ الأدبي والرواية الجزائرية بتطرقه إلى مواضيع مؤلمة في وقت قصير بعد استعادة الاستقلال." وأوضح هلال بان انعقاد هذا الملتقى الأول المتزامن مع افتتاح تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" يأتي عقب يوم دراسي خصص لهذا الأديب مطلع السنة الجارية وذلك بدار الثقافة لأم البواقي. وتم تحضير هذا اللقاء بالتعاون مع الجمعية المحلية "إبداع" ويضمم باحثين وجامعيين وكتاب قدموا من 40 ولاية من البلاد. وقام والي أم البواقي بالمناسبة بتكريم عائلة الكاتب الراحل فضلا عن مسؤولي جمعية الجاحظية التي أسسها الطاهر وطار لتشجيع الإبداع الأدبي. ومن جهته استهل طارق ثابت جامعي سلسلة المداخلات المبرمجة في هذا اللقاء الذي يدوم ثلاثة أيام ويتناول موضوع "الطاهر وطار من خلال أعماله" فيما ستتواصل الأشغال بإلقاء محاضرات لجامعيين آخرين على غرار ناصر لوحيشي وباشير ونيسي وعز الدين جلواجي وكريم خلدون. ويتضمن برنامج هذا الملتقى كذلك قراءات شعرية من تنشيط عديد الفنانين المدعوين على غرار ذهيبة جودي وملاي عبد الحميد من جمعية "بيت القصيد" لولاية البيض. وتأسست هذه الجمعية التي تسعى إلى "جمع التراث الأدبي الشفهي لهذه المنطقة التي تشكل بجنوب غرب البلاد فضاء لا بديل عنه الشاهد على أكبر أحداث المقاومة ضد الاحتلال خلال القرنين 19 و20" حسب ما أوضحه هذان الشاعران الشابان. للتذكير فإن الطاهر وطار الذي توفي في 12 أوت 2010 إثر مرض عضال من مواليد 1936 بعين بن صنب بدائرة بئر بوحوش بولاية سوق أهراس. والتحق هذا الكاتب الذي ترعرع وسط عائلة من الفلاحين بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قبل أن يواصل دراساته بتونس لينظم إثرها وتحديد خلال العام 1956 إلى صفوف الثورة التحريرية. وشارك الطاهر وطار بعد الاستقلال في تأسيس أول أسبوعية في عهد الجزائر الحرة "الأحرار" التي كانت تصدر بقسنطينة. وفي العام 1989 أسس جمعية الجاحظية التي تسعى لتشجيع الإنتاج الأدبي.