يؤكد القرار الذي اتخذته كل من بريطانيا و فرنسا و ايطاليا القاضي بارسال مستشارين عسكريين كدعم للثوار الليبيين بان نهاية الحرب في ليبيا "لن تكون لا سريعة و لا سهلة" حسب المحللين العسكريين. في هذا الصدد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول سام في حلف شمال الاطلسي قوله ان "بعض البلدان تعتبر بان العملية العسكرية في ليبيا ستتم بشكل سريع الا ان اي قائد عسكري لا يعتقد ذلك الان". كما اشارت اليومية النيويركية نقلا عن خبير عسكري اوروبي بان "الانقسامات على مستوى حلف شمال الاطلسي تبدو انها تضر باستراتيجية هذا الاخير اكثر من التكتيكات الجديدة للعقيد القذافي". اذ ان ستة بلدان من بين 28 عضوا في الحلف تشترك بشكل فعلي في الضربات الجوية (فرنسا و بريطانيا و الدانمارك و النرويج و بلجيكا و كندا) فيما ارسلت الدول الاخرى طائرات من اجل دعم منطقة الحظر الجوي او المساعدة على احترام الحظر على الاسلحة. في هذا الصدد اعلنت ادارة اوباما التي استبعدت نشر فرق عسكرية امريكية في ليبيا امس الاربعاء انها ستخصص مبلغا ماليا ب25 مليون دولار لتموين قوات المعارضة الليبية بالمواد المختلفة مستبعدة اي امداد بالاسلحة. و بخصوص عدم الانسجام على مستوى الحلف فان الخبراء يرجعونه للتغيرات التي حدثت منذ نهاية الحرب الباردة اذ و "مع انتهاء التهديد السوفييتي و التوسع العالمي لمهماتها خارج اوروبا فان المنظمة اصبحت تحالفا لدول بنفس المصالح عموما و لكن برؤى مختلفة". و تابع يقول هؤلاء انه "من خلال بعد عالمي فان كل شيء يجب ان يناقش على مستوى حلف شمال الاطلسي: انه عالم ما بعد الحرب الباردة". كما اكدت الصحيفة نقلا عن مسؤول سامي في الحكومة الامريكية انه يعتبر بان حلف شمال الاطلسي "يواجه سلسلة من الخيارات غير الصائبة" مضيفا ان الرئيس اوباما ليست لديه النية في ارسال قوات برية امريكية و لا مستشارين عسكريين الى ليبيا. و تضيف يومية العاصمة الفدرالية ان عديد الدول الاوروبية العضوة في التحالف العسكري تعتب على الرئيس الامريكي لكونه قام بسرعة في مارس الاخير بنقل قيادة اقامة منطقة الحظر الجوي الى حلف شمال الاطلسي و لكونه سحب الطائرات المقاتلة الامريكية من عمليات القصف "مما اضر بقوة جبهة موحدة ضد القذافي". في هذا الصدد اوضح البيت الابيض ان المستشار المساعد للرئيس اوباما للامن القومي دنيس ماكدنوغ قد ابرز خلال لقائه امس الاربعاء بالبيت الابيض مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جون بينغ "مدى اهمية ان يقوم الاتحاد الافريقي والجامعة العربية و الاممالمتحدة و حلف شمال الاطلسي بالعمل سوية لايجاد +حل سلمي+ للازمة في ليبيا". من جانبه اكد بينغ ان العالم بما فيه حلف شمال الاطلسي اصبح يعترف شيئا فشيئا "بان الحل ليس عسكريا" مضيفا ان موقف الاتحاد الافريقي يتمثل في ان الازمة الليبية ينبغي ان تحل بوسائل سياسية.