تواصل قصف قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمواقع تابعة للنظام في ليبيا متسببا في قتل سبعة مدنيين وإصابة 18 جريحا في جنوب غرب العاصمة طرابلس في وقت أعلنت فيه دول من التحالف الأجنبي إرسال خبراء عسكريين إلى مدينة بنغازي (شرق) لتأطير المتمردين الليبيين. وقد شنت قوات الناتو الليلة الماضية غارات جوية على منطقة "خلات الفرجان" جنوب غرب طرابلس ما أدى إلى سقوط مدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة وفق مااكده التلفزيون الليبي. فيما أسفر القصف الجوي على منطقة بئر الغانم (50 كم ) جنوب غرب طرابلس عن سقوط اربعة مدنيين. وتسبب الصراع الدائر بين القوات الليبية والمتمردين بمدينة مصراتة (غرب) التي تشهد مواجهات عنيفة منذ فبراير المنصرم في مقتل المصور صحفى بريطانى يوم الأربعاء وجرح ثلاثة مصورون صحافيون آخرون احدهم إصابته خطيرة جراء انفجار قذيفة هاون عليهم. وعلى خلفية مقتل مصورين صحافيين أميركي وبريطاني بمدينة مصراتة دعت واشنطن كل حكومات العالم إلى حماية الصحافيين. وذكر بيان للبيت الابيض الامريكي ان "الصحافيين في مختلف أنحاء العالم يعرضون حياتهم للخطر يوميا لإبقائنا على علم بما يجري" مضيفا "على الحكومة الليبية وكل الحكومات في العالم اتخاذ خطوات لحماية الصحافيين خلال أداء عملهم الحيوي". وبشأن إعلان فرنسا وإيطاليا الانضمام إلى بريطانيا في إرسال ضباط إلى ليبيا لمساعدة التمردين الليبين على نظام العقيد معمر القذافي وتأطيرهم قال محللون عسكريون إن هذا "مؤشر على أنه لن يكون هناك نهاية سريعة وسهلة للحرب هناك". واوضحت تقارير اخبارية نقلا عن المحللين أن إرسال هؤلاء الضباط يؤكد ان ممارسة الضغط العسكري والاقتصادي على النظام الليبي وتنسيق أفضل للمتمردين وحده سيقنع القذافي أخيرا بأنه لا خيار آخر له سوى الرحيل. وفي هذا السياق ذكر دبلوماسي كبير في حلف " الناتو" إن "بعض الدول تظن أن العملية في ليبيا قد تكون سريعة جدا.. لكن لا يظن أي قائد عسكري أن الأمر كذلك". من جهتها اكدت مصادر اعلامية أن إرسال مستشارين الى ليبيا هي الخطوة الأحدث ضمن سلسلة مؤشرات الى وجود اضطراب في حملة حلف الناتو الذي تسلم قيادة عمليات التحالف الدولي في ليبيا في نهاية مارس الماضي . وقال مدير المعهد الملكي للشؤون الخارجية في لندن روبين نيبلت يبدو أن الانقسام في حلف الناتو يضر بإستراتيجية الحلف في التعامل مع تكتيكات القذافي الجديدة. وبالنسبة للرئيس الامريكي باراك أوباما ايد قرار حلفائه بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار الليبيين مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لا تخطط لنشر قوات برية في ليبيا وفقا ما أعلنه البيت الأبيض. ويعتزم الرئيس الامريكي باراك أوباما تقديم مساعدة عاجلة للمتمردين الليبيين بمبلغ 25 مليون دولار حسب ماقاله دبلوماسي أمريكي بارز في رسالة إلى أعضاء في الكونغرس الأمريكي. وأضاف الدبلوماسي أن "الخطوة التي اقترحها الرئيس ستوفر المساعدة الضرورية والتي لا تشمل الأسلحة لدعم الجهود لحماية المدنيين والمناطق التي يسكنها المدنيون والمعرضة لهجمات في ليبيا". من جانبها استبعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين إلى الأراضي الليبية على عكس فرنسا وايطاليا وبريطانيا. وفى الوقت الذى تتنامى فيه المخاوف من عدم وصول المساعدات الغذائية إلى مدينة مصراتة, التى تعانى بشدة من نقص الامدادات بدأ برنامج الغذاء العالمى التابع لمنظمة الأممالمتحدة فى إدخال امدادات غذائية الى بلدات بغرب ليبيا عبر تونس. وكان القائمون على برنامج الغذاء قد أعربوا عن قلقهم إزاء صعوبة وصول المساعدات للمتواجدين داخل ليبيا لاسيما في المناطق الأكثر تأثرا بالصراع الدائر هناك مع ورود تقارير عن تضاعف أسعار بعض المواد الغذائية. وكان البرنامج تمكن فى أوائل الشهر الجارى بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبى من توصيل أكثر من 62 طنا من المواد الغذائية التي تتكون بشكل أساسي من دقيق وقمح وعدس, إلى أكثر من 7 ألاف شخص من النازحين من مدينة أجدابيا بشرق البلاد. من جهتها عززت منظمات الأممالمتحدة من جهودها الرامية إلى إحتواء الوضع في ليبيا حيث فر أكثر من نصف مليون شخص منذ بدء الاحتجاجات والقتال بين القوات الليبية والمتمردين بينما تشرد داخليا أكثر من 330000 شخص.