بعد أيام من مناقشات تميزت بتباينات عميقة توصل بلدان شمال الحلف الأطلسي مساء أمس الأول، إلى اتفاق يقضي بتولي الحلف قيادة العمليات العسكرية في ليبيا، وستقوم الولاياتالمتحدة بعد أن لعبت الأدوار الأولى ضمن التحالف العسكري ضد قوات العقيد معمر القذافي بتحويل قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا في غضون يوم أو يومين إلى منظمة شمال الحلف الأطلسي بعد التوصل إلى اتفاق تفاوضي مع بريطانيا وفرنسا وتركيا. وصرحت كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون بعد مشاركتها في اجتماع عقد في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي ومستشاريه في الأمن الوطني أن الرئيس أوباما أكد منذ البداية أن دور الجيش الأمريكي سيكون محدود الزمن والبعد. لقد تمثلت مهمتنا في استعمال القدرات الأمريكية لخلق ظروف فرض منطقة حظر جوي والمساعدة على الاستجابة للحاجيات الإنسانية المستعجلة. وأوضحت تقول في هذا الصدد نمر اليوم إلى المرحلة الثانية حيث اتفقنا مع حلفائنا في منظمة شمال الحلف الأطلسي على تحويل قيادة ومراقبة منطقة الحظر الجوي ضد ليبيا إلى الحلف. لقد اتفقت الدول ال28 الأعضاء في الحلف الأطلسي مع السلطات العسكرية على وضع خطة عمليات للحلف الأطلسي من اجل ضمان حماية اكبر للمدنيين بموجب القرار 1973. وتعتبر رئيسة الدبلوماسية الأمريكية أن منظمة شمال الحلف الأطلسي مكيفة جيدا لتنسيق هذا الجهد الدولي والسهر على أن تعمل كل الدول المشاركة سويا وبشكل فعال من اجل تحقيق أهدافنا المشتركة. وبعد أن اعتبرت أن قوات القائد الليبي تبقى تهديدا خطيرا على أمن السكان أكدت كلينتون أن المشاركة العربية حاسمة معربة في نفس الوقت عن امتنانها العميق للجامعة العربية وعلى وجه الخصوص قطر والإمارات العربية المتحدة على مشاركتهما في هذا التحالف العسكري. وحسب مسؤولين أمريكيين سيتم استكمال خطة العمليات خلال نهاية الأسبوع ومن المنتظر أن تشرف القيادة العسكرية لمنظمة شمال الحلف الأطلسي على العمليات الهجومية فيما يكلف جهازها السياسي -مجلس شمال حلف الأطلسي- بتقديم التوجيهات العامة. وسيقود مجموعة العمل التي تتولى الإشراف على العمليات في ليبيا الكندي شارل بوشار. ومن جهته أوضح نائب الأميرال الأمريكي بيل غورتناي أمس الخميس انه حتى وإن تكفلت منظمة الحلف الأطلسي بمراقبة العمليات ستواصل الولاياتالمتحدة لعب دور رائد في توفير الطائرات الممونة وطائرات المراقبة وستواصل عمليات الضربات الجوية. ومن جهة أخرى ستحتضن العاصمة البريطانية يوم 29 مارس أول اجتماع اتصال سيضمن القيادة السياسية للتدخل العسكري في ليبيا ويتكون أساسا من بلدان التحالف. ومنذ عودته يوم الأربعاء من أمريكا اللاتينية لم يدلي الرئيس أوباما بأي تصريح بخصوص الأزمة الليبية في الوقت الذي يتعرض فيه لانتقادات الطبقة السياسية الأمريكية. فبينما يعاتبه الديمقراطيون على شن حرب ثالثة في بلد مسلم بعد العراق وأفغانستان يطالبه الجمهوريون بتحديد كلفة هذا التدخل في الوقت الذي يعاني فيه البلد من عجز خطير في الميزانية ومديونية ثقيلة وكذا بتحديد طبيعة قيادته واستراتيجية الخروج.