أكد تقرير للاتحاد الدولي البرلماني ان أكثر من 80 دولة في العالم تطبق انظمة الكوتا في مجال التمثيل السياسي للمرأة سواء في قانون الانتخابات أو الترشيحات في قوائم الأحزاب السياسية. و حسب ذات المصدر، فقد استطاعت المرأة في بعض الدول الأوروبية أن تصل إلى مناصفة المقاعد التشريعية مع الرجال بفضل نظام الكوتا. وأكد تقرير الاتحاد الدولي للبرلمان أنه خلال الانتخابات التي مست 45 دولة عرفت نسبة تمثيل النساء في مختلف المجالس المنتخبة قفزة من 3ر11 بالمائة سنة 1995 إلى 3ر18 بالمائة سنة 2008. و تكشف هذه المعطيات عن التوجه العام للسعي إلى رفع مستوى التمثيل النسائي في البرلمان و إن كانت النسب المسجلة تبرز تباينا من بلد لاخر بسبب العوامل السياسية و النظم الانتخابية و كذا العوامل التحفيزية المتبناة من طرف كل دولة. و من جهة أخرى، يكشف تقرير الاتحاد الدولي البرلماني لسنة 2008 أن 15 بالمائة من الغرف البرلمانية صصت 30 بالمائة من المقاعد لفائدة النساء. و في هذا السياق تحتل رواندا المرتبة الأولى من حيث نسبة التمثيل النسائي في البرلمان بإحرازها نسبة 3ر56 بالمائة في مجلس النواب و 6ر34 بالمائة في مجلس الأمة بعد ان أسس دستورها في 4 جوان 2003 نظام الكوتا بنسبة 30بالمائة على مستوى مجلسي النواب و الأمة. و بتطبيق نظام الكوتا بنسبة 40بالمائة أو 50 بالمائة أو على أساس مبدأ التناوب طواعية من طرف الأحزاب تحصلت السويد على المرتبة الثانية بنسبة 47 بالمائة من النساء في الغرفة البرلمانية الوحيدة. وفي أمريكا الجنوبية سجلت جمهورية الأرجنتين أعلى نسبة من حيث التمثيل النسائي على مستوى غرفة النواب و مجلس الأمة ممثلة على التوالي ب63ر41 بالمائة و50ر37 بالمائة مما جعلها تتحصل على المرتبة السادسة و ذلك بعد تعديل قانون الانتخابات و إلزام الأحزاب السياسية بتمثيل النساء بنسبة 30 بالمائة على قوائمها الحزبية للانتخابات النيابية. أما بخصوص تطبيق مبادرة الأحزاب بتحديد نسبة تمثيل النساء في القوائم الانتخابية و بقرار من حزب العمال النرويجي المتعلقة بتمثيل كلا الجنسين بنسبة 40 بالمائة على الأقل في جميع الانتخابات استطاعت النساء البرلمانيات خلال استحقاقات سبتمبر 2009 الفوز بنسبة 10ر39 بالمائة في الغرفة البرلمانية الوحيدة محتلة بذلك المرتبة التاسعة عالميا. وبالنسبة للدول العربية، تشير الاحصاءات إلى ان نسبة تمثيل النساء في المجالس المنتخبة في الدول الاعضاء بالجامعة العربية لا تتجاوز 1ر9 بالمائة أي ما يقل عن نصف المعدل الدولي و هو ما يمثل أضعف نسبة على مستوى المناطق الجغرافية في العالم. ولتدارك هذه الوضعية بادرت ثلاث دول عربية باعتماد نظام الكوتا وهي المغرب و السودان و الأردن. من خلال دراسة التجارب الدولية الناجحة في تحقيق أهداف تطبيق نظام الحصص يتبين ضرورة تبين مبدأ الالزامية بفرض نسبة 30 بالمائة كحد ادنى لتمثيل النساء في الهيئات و المجالس المنتخبة و ذلك طبقا للمرجعيات الدولية لنظام الحصص. أما بخصوص طبيعة النظام الانتخابي تؤكد المؤشرات الاحصائية للاتحاد البرلماني الدولي على نجاعة نظام التمثيل النسبي على نظام الاغلبية و يعلل ذلك بتفوق نسبة التمثيل النسوي المقدر ب 4ر27 بالمائة في 12 دولة تستعمل نظام التمثيل النسبي على نظام الاغلبية الذي يقارب 5ر15 بالمائة في 21 دولة.