تلمسان - احتضن المركز الدولي للصحافة لمدينة تلمسان العرض الشرفي الأولي للفيلم الوثائقي "تلمسان وبجاية ...علاقات وثقافات" للمخرج ابن عمر بختي والمنتج في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011". ويتعرض هذا العمل الذي قدم سهرة أمس الأربعاء وأشرفت على إنتاجه وزارة الثقافة إلى مواطن التشابه والتقاطع الحضاري والثقافي والتاريخي بين حاضرتين عريقتين الأولى كانت عاصمة للزيانيين والثانية للحماديين. ويبرز الفيلم الوثائقي الذي وضع نصه الباحث في التراث الدكتور جيلالي صاري أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدينتان منذ عهد الرومان إلى الفتوحات الإسلامية وأهم الدويلات والإمارات التي تعاقبت عليهما . كما يركز الفيلم على الشخصيات العلمية والسياسية والتاريخية التي عاشت وتركت بصماتها الواضحة بتلمسان وبجاية على غرار ابن خلدون وعبد المؤمن بن علي وسيدي بومدين الغوث. وحول هذه الشخصية الصوفية الفذة يقدم الفيلم في قالب فني رائع مشهدا تمثيليا للقاء التاريخي الذي جمع سيدي بومدين الغوث بمدينة القدس مع القائد صلاح الدين الأيوبي قبل وبعد الحروب الصليبية وكيف أن هذا الأخير وهب للمغاربة وقفا وذلك عرفانا لدور أبي مدين شعيب ورفقائه في تحرير ثالث الحرمين الشريفين. كما يتجول الفيلم الذي يدوم 52 دقيقة عبر بعض المناطق السياحية الجميلة التي تزخر بها المدينتان وفي مقدمتها الأودية وما تحملها من دلالات وشواهد تاريخية مثل وادي تافنة التي تشهد على امضاء معاهدة تافنة التاريخية بين الأمير عبد القادر وبيجو وكذا وادي الصومام الذي احتضن المؤتمر الذي يحمل نفس الاسم إبان الثورة التحريرية المجيدة. كما سلط الفيلم الضوء على العلاقة التي ربطت العربي بن صاري عميد الأغنية الأندلسية بتلمسان بالفنان الكبير الصادق البجاوي مع التركيز على التشابه بين المدينتين من حيث الأداء الفني للموروث الموسيقي الوطني. وفي تصريح لوأج، أوضح السيد ابن عمر بختي أنه اختار هذا المحور كنموذج حي لإبراز العلاقات التي كانت منذ القدم بين المدن الجزائرية في شتى المجالات مؤكدا أن هذه العلاقات التاريخية كانت "الإرهاصات الأولى لبناء الدولة الجزائرية الحديثة وإنتاج موروث ثقافي وطني غني ومتنوع". أما الدكتور جيلالي صاري فقد أكد أنه رجع إلى المصادر التاريخية فوجدها "تعج بأحداث ومواقف تاريخية مشرقة" ينبغي "استغلالها وابرازها" في أعمال فنية لتقديمها إلى الأجيال الصاعدة حتى تتشبع وتفتخر بها.