تابع عشاق الفن السابع، سهرة الأربعاء، بالمركز الدولي للصحافة، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''تلمسان النوبة الأندلسية..'' لمخرجه شريف عفون، وهو يؤرخ لحياة مدينة تلمسان والنوبة الأندلسية الموروثة عن سكان غرناطة. أدى التداخل والتزاحم في برامج تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' إلى نقل العروض السينمائية من دار الثقافة عبد القادر علولة إلى المركز الدولي للصحافة، حيث عرض الفيلم الوثائقي ''تلمسان.. النوبة الأندلسية''. بدأ المخرج وكاتب السيناريو شريف عفون رحلة فيلمه ''تلمسان.. النوبة الأندلسية'' على وقع أشهر ما كتب شاعر الملحون التلمساني بن سهلة ''ياضو عياني يا الفمري.. حوس بجناحك في تلمسان''، وعرض لبورتريه عن حياة سيدي بومدين الأشبيلي الأندلسي، الذي ولد ببلدة كاتينيانا قرب إشبيليا سنة .1026 معرّجا على أهم المحطات في حياة أحد أقطاب الصوفية في المغرب العربي والعالم الإسلامي، الذي دفن بقرية العباد في تلمسان، ترافقه رائعة السعيد المنداسي التراثية الحوزية المتغنية بخصاله ''سيدي بومدين جيتك قاصد..''. لتنقلنا كاميرا عفون إلى أهم مرحلة في تاريخ تلمسان، بداية من حكم المرابطين ثم الموحدين إلى الزيانيين، عن طريق التصوير الخيالي، حيث أعاد المخرج بعث أشهر ملوك بني زيان السلطان يغمراسن، الذي عمّر في الحكم خمسين سنة. كما صوّر العمل دور ميناء هنين في حياة عاصمة الدولة الزيانية. وترحل بعدها عدسات الكاميرا، وعلى وقع موسيقى الفلامينكو من تلمسان إلى غرناطة الأندلسية الإسبانية، لتتجول في شوارعها ودروبها الضيقة، حيث نقل الفيلم التطابق العجيب في النمط العمراني للحاضرتين تلمسانوغرناطة، اللتين لم تكن تفصل بينهما سوى رحلة إبحار لا تتجاوز الليلتين، انطلاقا من ميناء هنين الذي لعب دورا مهما في تاريخ تلمسان ودعّم المخرج فيلمه ببعض الشهادات، كتلك التي قدّمها الرحالة والمؤرخ الفرنسي جورج مارسي، وما كتبه عن انبهاره بتحضر وثقافة أهل تلمسان، ليقدم في نهاية العمل شهادة الأستاذ حسن صالح بوكلي الذي ركز على موسيقى الأندلس كأبرز بقايا تراث تلمسان، ويعرّج على أهم العائلات التي توارثت الطرب الأندلسي بالمدينة، مثل عائلات بن صاري، بخشي، دالي، ديب وغيرها، والتي اشتملت على اثني عشرة نوبة أندلسية كاملة، إضافة إلى تراث كبير في فن الحوزي قدّرها الأستاذ بوكلي بأكثر من ألفي قطعة موسيقية، حيث دعا إلى تدوين وحفظ هذا التراث الأندلسي الذي ورثته تلمسان عن غرناطة وقرطبة.