القاهرة - أعادت ثورة 25 يناير في مصر فتح ملفات الجرائم الغامضة لمشاهير الفن والاعلام في فترة النظام السابق. ومن أبرز هذه القضايا والتي اثارت جدلا واسعا ما تردد عن انتحار الفنانة سعاد حسني بإلقاء نفسها من شرفة شقتها في لندن قبل سنوات و مقتل المطربة التونسية ذكري وزوجها أيمن السويدي. فبعد عشر سنوات من رحيلها عاد الحديث من جديد عن وفاة سعاد حسني على إثر تقدم أسرتها ببلاغ جديد للنيابة العامة تطالب فيه بإعادة التحقيق في وفاتها بعد ظهورأدلة جديدة ووجود شهود مستعدون للمثول أمام أمام المحكمة في هذا الملف بشرط توفيرالحماية لهم. وقد توفيت سعاد حسني في جوان 2001 وكشفت التحقيقات حينها أنها سقطت من شرفة شقتها بلندن وحفظت الشرطة البريطانية التحقيق في مقتلها وقيدت القضية على انها انتحار. و أشارت الصحف المحلية أن النيابة العامة باشرت التحقيق في بلاغ أسرة الفنانة تتهم فيه صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق والأمين العام للحزب الوطني المنحل و الذي كان في تلك الفترة يعمل بجهاز المخابرات بقتل سعاد حسني بعد أن قررت نشر مذكرات تتحدث فيها عن فترة تجنيدها في جهاز المخابرات المصري. و يوجد صفوت الشريف الذي يعد من ابرز رموز نظام حسني مبارك حاليا بالحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات في قضيتي قتل المتظاهرين وتضخم ثروته. كما تجدد الجدل ايضا حول وفاة الفنانة التونسية رغم ان جريمتها "واضحة" كما تؤكد الصحافة المحلية حيث يطالب جمهورها بإعادة فتح ملف مصرعها بعد ثماني سنوات على الجريمة المروعة. و كانت الفنانة التونسية قد قتلت على يد زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي الذي أطلق عليها الرصاص ثم قتل نفسه في شقتهما ويعتبر محبو ذكرى ان من بين اسباب إعادة التحقيق العثور على وصية مكتوبة بخط يد أيمن السويدي إلى شقيقه الأصغر محمد داخل الشقة التي كانت مسرحا للجريمة و اثارت الوصية الكثير من الجدل وتساءل البعض هل تم كتابتها ليلة الحادث أم أن زوج ذكرى اجبرعلى كتابتها ليترك المجال مفتوحا للتأويل. وترى وسائل الاعلام المحلية ان من بين القضايا المرشحة لإعادة النظر فيها قضية ممدوح الليثي الشهيرة ب"فضيحة النيل" التي أثيرت في عام 1996 الكثير من التناقضات. وقد وجهت لممدوح الليثي أثناء رئاسته لقطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون اتهامات لكنه تحصل على حكم البراءة. وقد ورد في تلك القضية اسم الفنانة شيرين سيف النصر وامير خليجي.وقد اعتبرت نقابة المهن السينمائية التي تقدمت ببلاغ للنائب العام لإعادة فتح الملف لأن الحكم النهائى فى الدعوى تأثر آنذاك بعلاقة ممدوح الليثى بصفوت الشريف وزير الاعلام أنداك. ويرى بعض القانونيين ان جميع القضايا المحفوظة التي اكتنفها الغموض يجوز فتح ملفاتها مرة أخرى إذا ظهرت أدلة جديدة. غير ان رئيس محكمة استئناف جنايات القاهرة سامي زين الدين قال "لا أنصح بفتح الملفات القديمة الآن نظرا لما يجري من تحقيقات عن رموز الفساد فالأمر سيكون بمثابة سلسلة تجر بعضها البعض وبالتالي ستكتشف المفاجآت وستظهر حقائق جديدة في جميع القضايا الغامضة". ومن جهته يؤكد الأستاذ الجامعي جمال زهران أنه على أصحاب المصلحة أن يصروا علي فتح هذه الملفات و اضاف "نريد من الشعب أن يكون ايجابيا وتكون المسئولية على المستوى الأفقي وليس علي مستوى مجموعة أشخاص معينين فقط فلكل من رأي خطأ عليه أن يبلغ عنه". و أشار إلى أن هذه القضايا سيتم فتحها عاجلا أو آجلا حيث ستتم المطالبة بذلك لكن يجب ان يكون ذلك وفقا للقواعد والإجراءات القانونية والآليات التي حددها القضاء مضيفا ان "الوقت بالفعل مهيأ لفتح الملفات التي تحمل علامات استفهام".