الجزائر - تحتضن العاصمة الموزمبيقية مابوتو من 3 إلى 18 سبتمبر الألعاب الإفريقية العاشرة التي يشارك فيها رياضيو 48 بلدا سيتنافسون في 26 تخصصا رياضيا. ويعود الفضل لموزمبيق في استخلاف زامبيا التي كانت معينة آنفا لاحتضان العرس الرياضي الإفريقي الكبير كما أن الأمر يتعلق بتحد كبير بالنسبة للرياضة الإفريقية التي ما فتئت تتخبط في مشاكل مالية و أخرى مرتبطة بالتنظيم. لقد توجب الأمر انتظار شهر أبريل 2009 أي قبل سنتين فقط من تنظيم الألعاب الإفريقية العاشرة ليعلن المجلس الإفريقي الاعلى للرياضة في دورة للجنته التنفيذية المنعقدة في ياوندي تعيين موزمبيق لاحتضان الدورة العاشرة بعد تراجع زامبيا لاسباب مالية. هذا الوضع يعكس المشكل العويص الذي تواجهه أعلى هيئة للرياضة الإفريقية و المتمثل في إيجاد مدينة تحتضن أكبر حدث رياضي إفريقي. و الموزمبيق التي كانت تتوفر على مركب رياضي خاضت سباقا ضد الساعة لاستكمال المرافق اللازمة لهذه التظاهرة بإطلاق إنجاز ملعب كبير في ضاحية "زيمبيتو" بطاقة 42000 مكانا علما أن البلد اكتسب تجربة في تتظيم بعض المنافسات على غرار بطولات إفريقيا لكرة السلة و الكرة الطائرة و الألعاب الإقليمية. قبل بلوغ دورتها العاشرة سجلت الألعاب الإفريقية مند تأسيسها في جويلية 1965 في برازافيل تطورا شاقا لتبلغ مرحلة النضج من خلال احترام الدورات الاولمبية المنتظمة. شهدت الألعاب مسارا شاقا بسبب عدم التمكن من إيجاد مدينة تستقبل الحدث و الموارد المالية اللازمة لتنظيم تظاهرة بهذا الحجم و تحقيق التوازن بين التخصصات المقترحة. برزت فكرة تنظيم الألعاب الإفريقية سنة 1923 عندما فكرت اللجنة الاولمبية الدولية في خلق ألعاب في إفريقيا على غرار آسيا تسمح للرياضيين الإفريقيين الذين كانوا يرضخون تحت نيل الاستعمار المشاركة في ألعاب تكون هامة تحسبا للألعاب الاولمبية. لكن الألعاب الإفريقية لم تتاسس الا بعد 44 سنة من ذلك في برازافيل (الكونغو) التي احتضنت الطبعة الأولى من 18 إلى 25 جويلية 1965 بحضور اكثر من 3000 رياضي من 30 بلدا. لم تنظم الدورة الثانية الا بعد ثماني سنوات (7 إلى 18 يناير 1973) في لاغوس (نيجيريا) بمشاركة 36 بلدا في 10 تخصصات رياضية. ومع ذلك فإن مدة اربعة سنوات االمحددة للدورة الاولمبية ما تزال تشهد تأخرا و تشرفت الجزائر باحتضان الدورة الثالثة من 13 إلى 28 جويلية 1978 بمشاركة رياضيين من 38 بلدا خاضوا المنافسة في 12 تخصصا. مرة أخرى وقفت المشاكل المالية عائقا في وجه البلدان الإفريقية التي لم تبد تحمسا كبيرا لاحتضان الحدث القاري و أخيرا طلب المجلس الأعلى للرياضة الإفريقية من كينيا تنظيم الدورة الرابعة المقررة سنة 1983 لكنها لم تكن في الموعد إلا بعد اربع سنوات و هكذا جمعت الدورة الرابعة المنظمة من الفاتح إلى 12 اوت 1987 رياضيي 41 بلدا تنافسوا في 14 تخصصا أي بتخصصين زائدين عن دورة الجزائر. و منذ دورة نيروبي اضحت الدول الإفريقية تحترم فترة اربع سنوات أولمبية المحددة لها مما حقق رضا الهيئات المسيرة للمجلس الإفريقي الاعلى للرياضة و جمعية اللجان الوطنية الإفريقية. واحتضنت القاهرة (مصر) الطبعة الخامسة من 20 سبتمبر إلى الفاتح اكتوبر 1991 و جمعت رقما قياسيا على مستوى المشاركة ب43 بلدا و 18 تخصصا. في سنة 1995 جاء دور العاصمة الزمبابوية هاراري لتنظيم الألعاب (13-22 سبتمبر) محطمة بدورها الرقم القياسي ليصبح في تاطبعة السادسة حيث انتقل عدد البلدان إلى 46 و عدد التخصصات إلى 19. في 1999 عينت جنوب إفريقيا بلد الروغبي المعزز بتجربة مكتسبة من خلال تنظيم بطولة إفريقيا لكرة القدم سنة 1996 و كذلك الاحداث الدولية المتصلة بالكرة المستطيلة لتحتضن الدورة السابعة (10-19 سبتمبر) و سجلت هي الاخرى رقما قياسا آخر جديدا بمشاركة 51 بلدا في 22 تخصصا. أما تنظيم الدورة الثامنة فكان في سابقة في تاريخ الألعاب من نصيب نيجيريا (4-19 سبتمبر 2003) للمرة الثانية لكن العاصمة الجديدة ابوجا هي التي احتضنت التظاهرة الرياضية القارية التي سجلت نجاحا باهرا على المستوى الرياضي و التنظيمي. لقد قدمت نيجيريا للشبيبة الإفريقية عرسا زاهيا بمشاركة 50 بلدا في 22 تخصصا رياضيا. وحذت الجزائر حذو نيجيريا و احتضنت بدورها الموعد الرياضي للمرة الثانية من 11 إلى 23 جويلية 2007 برقم قياسي جديد صنعه 53 بلدا و 27 تخصصا رياضيا. و يبدو أن الرقم سيبقى بحوزتها لأنه تم الاعلان في مابوتو عن مشاركة 48 بلدا في 26 تخصصا رياضيا.