عين تموشنت - شهدت ولاية عين تموشنت في السنوات الأخيرة تنمية منسجمة سمحت لها بتدارك العجز المسجل في العديد من القطاعات حسب المسؤولين المحليين. و قد تم تحقيق هذا التقدم بفضل المجهودات المتواصلة المبذولة من طرف السلطات العمومية خاصة في إطار البرامج الخماسية (1999-2014) حيث خصص ضمن المخطط الخماسي 2010-2014 وحده غلافا ماليا قدره 4ر137 مليار دج مع العلم أنه قد وجه للسكن والتعمير وانجاز المنشآت 5ر39 بالمائة و6ر29 بالمائة على التوالي من هذه الأغلفة المالية. و قد عرفت الولاية التي تعرضت لزلزال في ديسمبر 1999 كيف تتجاوز هذه الكارثة الطبيعية لخوض انطلاقة حقيقية في المجال التنموي ترتكز على ترقية قطاعات الفلاحة والصيد البحري والسياحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها تشكل الركائز الأساسية التي يتمحور حولها تجسيد هذه المقاربة الإنمائية. و يذكر أن الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة ضمن الفضاء الجهوي الشمالي-الغربي يجعل من عين تموشنت قطبا ديناميكيا ونقطة التقاء ولايات وهران وسيدي بلعباس وتلمسان. و يقدر طول شبكات الطرقات المحلية بأزيد من 1275 كلم منها 265 كلم مصنفة كوطنية و297 كلم من الطرق الولائية. و قد سجل هذا القطاع في السنوات الأخيرة انتعاشا أكيدا من خلال انجاز ازدواجية الطريقين الوطنيين رقم 2 و35 اللذان يربطان الولاية بوهران وتلمسان ناهيك عن انجاز عدة أنفاق أرضية من شأنها تحسين سيولة حركة المرور للسنوات القادمة. كما سطرت أيضا عدة عمليات تهدف إلى استغلال أمثل للإمكانيات الفلاحية المحلية وتتمثل في إعادة الاعتبار لزراعة الكروم والأشجار المثمرة وتنمية الخضروات وكذا إنتاج وجمع الحليب الطازج وتحسين مردودية التربة وتنويع الزراعات وفك العزلة عن الإنتاج الفلاحي. و من جهته استفاد قطاع الصناعة من مشاريع ضخمة استلم البعض منها ويجري تجسيد البعض الأخر على غرار أنبوب نقل الغاز الطبيعي باتجاه اسبانيا "ميدغاز" ومحطة تحلية مياه البحر لشط الهلال ومحطة توليد الكهرباء بتارقة. و ستعطي هذه المشاريع دفعا نوعيا لعجلة التنمية المحلية من خلال خلق مناصب الشغل فضلا عن المداخيل الجبائية لفائدة الجماعات المحلية التي تحتضنها. و خصص مبلغ 6ر28 مليار دينار في إطار البرنامج الخماسي الحالي 2010-2014 موجه لربط السكنات بشبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي مع الإشارة إلى نسبة التغطية الحالية بالجهة قد بلغت 24ر99 بالمائة و18ر62 بالمائة على التوالي. أما بالنسبة لقطاع التعليم العالي فان فتح في أكتوبر 2009 لمركز جامعي بطاقة 4 ألاف مقعد بيداغوجي وإقامة جامعية بألفي سرير في إطار تكثيف النسيج الجامعي عبر الولايات التي تعرف عجزا في هذا المجال قد مكن طلبة المنكقة من مزاولة تعليمهم الجامعي دون التنقل إلى ولايات أخرى. و يتوقع مضاعفة هذه التجهيزات في غضون 2014 مما يفتح أفاق توفر جامعة بالولاية ستعمل على تثمين إمكانياتها وخصوصياتها كما أشار اليه المسؤولون المحليون.