الجزائر - دشن وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى يوم الأحد بالجزائر العاصمة المركز الدولي للأبحاث الفلاحية "كوبيا"-الجزائر بحضور سفير جمهورية كوريا الجنوبية سونغ جو شوي. و من المنتظر أن يستهل هذا المركز الذي تم بناؤه في المبنى نفسه للمعهد الوطني للأبحاث الفلاحية نشاطاته بانجاز ثلاثة مشاريع أبحاث. و يتعلق الأمر بمشروع زيادة انتاج أنواع القمح و الشعير و انشاء بيت بلاستيكي متعدد القبب موجه للبحث و تطوير الزراعات المائية (خارج التربة) و كذا وضع وحدة نموذجية لابراز الانتاج الصناعي لبذور البقول. و ستسمح هذه الأخيرة التي هي على شكل حاوية بانتاج خضر طازجة على مدار السنة من خلال استعمال الطاقة الشمسية. كما يجري النقاش حول مشروع بحث آخر يتعلق بانتاج الفطر بين المعهد الوطني للأبحاث الفلاحية و المركز الدولي للأبحاث الفلاحية (كوبيا) و هي عبارة عن منظمة جنوب كورية تهدف إلى تطوير عملية تحويل التكنولوجيا في مجال الفلاحة عبر كل دول العالم سيما الدول النامية. و تملك كوبيا 14 مركزا للبحث الفلاحي عبر العالم أربعة منها في افريقيا من بينها مركز الجزائر. و حسب بن عيسى فانه من شأن تجسيد هذا المشروع الذي أطلق في سنة 2010 أن "يعزز التعاون المثالي بين الجزائر و كوريا الجنوبية" التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخامسة لاعلان الشراكة الاستراتيجية. و أضاف الوزير أن أهمية المشروع تكمن في تحويل التكنولوجيا بالنظر إلى كون هذا المركز "سيقرب باحثينا من آخر التكنونوجيات المستعملة في عالم الفلاحة". و أكد الوزير أنه "في اطار سياسة التجديد الفلاحي و الريفي بعد تسويتنا للمشاكل الهيكلية في مجال الفلاحة انتقلنا حاليا لمرحلة تعزيز كل التأطير التقني و التكنولوجي للفلاحة". و من جهته أوضح مدير المعهد الوطني للأبحاث الفلاحية فؤاد شحات أن تجسيد هذا المشروع "يعد مثالا لتعاون حقيقي" بين الجزائر و كوريا الجنوبية سيما و أن "هذا البلد يلتزم بمساعدة الجزائر في بلوغ أهداف التنمية". و أكد أن "الهدف من هذا التعاون يتمثل في كوننا نشارك معهم (الكوريون) في نقل حقيقي للتكنولوجيا". و يتواجد حاليا فريق كوري يتكون من 8 باحثين على مستوى المركز لاجراء تجارب ستستعمل كأمثلة للباحثين و الفلاحين الجزائريين. ومن جهته أشار سفير كوريا الجنوبيةبالجزائر سونغ جو شوي إلى "استعداد بلاده لتحقيق نقل التكنولوجيا وفقا لمبدأ الربح المتبادل". ومن جهة أخرى أعرب عن أمله في تطوير مشاريع تعاون أخرى في الجنوب الكبير الذي يتوفر -حسبه- على قدرات كبيرة في مجال التنمية الفلاحية. و أكد مدير كوبيا سونغ ريونغ شيوونغ أن مركزه للبحث سيكثف دعمه التقني للفلاحة الجزائرية. و يعد مركز البحث الفلاحي كوبيا في الجزائر ثاني مشروع تعاون في مجال الفلاحة ينجزه الكوريون في الجزائر بعد مخبر إنتاج بذور البطاطا في تيارت. و أوضح شحات أن هذا المخبر -الذي استحدث عام 2010- يساهم بنسبة 20 بالمائة في إنتاج البذور مما سيمكن الجزائر من تقليص تبعيتها لواردات بذور البطاطا تدريجيا. و التزم الباحثون الكوريون بمساعدة نظرائهم الجزائريين على تحسين تكييف بذور البطاطا مع مختلف المناخات الموجودة في الجزائر. و أفادت مصادر مقربة من كوبيا الجزائر بأن بحوثا تجري حاليا لتطوير أصناف مكيفة مع المناخ الجاف و شبه الجاف انطلاقا من لمات مستوردة من بيرو. و قال شحات في هذا الصدد "سنواصل النقاش مع ممثلي كوبيا لتحضير برنامج معزز خاص بالسنتين المقبلتين موجه للانتاجات الجديدة لاسيما إنتاج البذور حيث نسجل تبعية". و يستعان كذلك بالتكنولوجيا الجنوب كورية من أجل تطوير تقنيات حديثة لإنتاج شتائل غابية لتجسيد البرنامج الوطني للتشجير و البرنامج الوطني لإنتاج الزيتون حيث يتعذر على أصحاب المشاتل الوطنيين تلبية الطلب.