الجزائر - اجمع المشاركون في الندوة الدولية "الاستعجالية" ضد حروب الاحتلال التي افتتحت يوم السبت بالجزائر على التنديد بجميع اشكال تدخل حكومات القوى الكبرى في الشؤون الداخلية بشمال افريقيا و الشرق الأوسط و القارة الإفريقية. في تدخله باسم منظمة الوحدة النقابية الإفريقية أكد ديالو عبدولاي أن "القارة الإفريقية مستهدفة من قبل تدخل القوى الكبرى بالنظر إلى ثرواتها و مواردها الطبيعية". و اعتبر في هذا السياق ان شعوب العالم "تتعرض كثيرا للتضليل من خلال استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الاتصال". و بعد أن أعرب عن معارضته لتدخل القوى الكبرى بالدول تحت غطاء "التدخل الإنساني" اعتبر نفس المتحدث أنه "حان الوقت كي يكف الغرب عن إعطاء البلدان الإفريقية دروسا في حقوق الإنسان". و قال "يا له من عار على الديمقراطية باليونان عندما يمنع الشعب من التعبير عن طريق الاستفتاء حول مخطط التقشف الذي فرضه عليه الاتحاد الاوروبي و البنك المركزي الأوروبي و عندما تسجل تدخلات عسكرية في مناطق أخرى باسم قيم هذه الديمقراطية". و لمواجهة هذا الوضع دعا ديالو إلى الاتحاد ضد جميع اشكال التدخل و الدول الإفريقية إلى وضع استراتيجيات تنموية لاستغلال ثرواتها. من جهته اعرب نائب الامين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية بتشاد بيتولوم غابريال الذي تطرق إلى تاريخ الاستعمار ببلده عن دهشته لكون القوى الاستعمارية القديمة "التي اشعلت النيران تعود إلى افريقيا كرجال إطفاء". و أكد في هذا الصدد أن بلاده تشاطر نفس الرؤية بخصوص الأحداث التي ألمت بالمغرب العربي و ما يجري حاليا بالشرق الأوسط و تلك التي تم التطرق إليها خلال هذه الندوة. و اعرب نفس المتحدث عن تأسفه للانعكاسات على تشاد من جراء الحرب "المفروضة" على ليبيا مشيرا إلى أن العمال التشاديين الذين كانوا بليبيا عادوا إلى تشاد "ليضافو إلى قوائم البطالين" أما الذين شاركوا في العمليات العسكرية فتحولوا كما قال إلى "الصعلكة" بنجامينا. و بالإضافة إلى كل هذا كما أضاف التخوفات من تدهور الوضع الامني بكل منطقة الساحل و تنقل "كميات كبيرة من الاسلحة القادمة من ليبيا". من جهته اعتبر منسق "الوفاق العمالي الدولي" و المسؤول الأول عن الحزب العمالي المستقل بفرنسا دانيال غلوكشتاين أن مسألة السيادة الوطنية "لم يسبق لها و أن مرت بمرحلة أصعب من تلك التي هي عليها حاليا" بسبب التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في ليبيا. و صرح منسق "الوفاق العمالي الدولي" قائلا "نحن نواجه عملا قائما على ترهيب و نهب الشعوب" معتبرا أنه "من حق الشعوب أن تنظم نفسها من أجل التصدي لهذا الهجوم". و فيما يتعلق بالحركات الاجتماعية التي تهز أوروبا حاليا أشار غلوكشتاين إلى أن هذه الأخيرة ناجمة "عن حرب اجتماعية حقيقية تقودها الحكومات ضد شعوبها". و أكد مسؤول الحزب العمالي من أجل الوحدة الاشتراكية بالبرتغال أيريش رودريغاز أوتوان أن حكومة بلده تقود "حرب اجتماعية" ضد الشعب باسم صندوق النقد الدولي و البنك الدولي و الاتحاد الأوروبي و البنك الأوروبي. و أوضح أن سبب الحركات الاجتماعية الحالية بالبرتغال يكمن في تبني ميزانية وطنية من قبل الحكومة و هي بمثابة "إعلان عن حرب" ضد البرتغاليين. و أشار كاسة عيسي و هو عضو في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني و المكلف بالاتصال إلى أن شعوب شمال إفريقيا "تواجه رهانات ناجمة عن الأحداث الأخيرة التي عاشتها المنطقة". و أوضح أن تنظيم هذه الندوة يستجيب لانشغالات الجبهة التي تلاحظ "كل أنواع المناورات للتستر عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان شمال إفريقيا". و اعتبر الجامعي و الصحفي الجزائري محمد بوحاميدي أن شعوب المغرب العربي و الشرق الأوسط "تواجه حملة إعلامية كبيرة موجهة ضد مصالحها" مؤكدا "عجز هذه الشعوب على مواجهة هذه الحملات الإعلامية". و شبه ذات المتحدث "تحالف" القنوات الفضائية و تصرفاتها أمام الثورات الشعبية المسجلة في بعض البلدان العربية "بجيش من القنوات ينفذ أوامر مسوؤلي التحرير و هو حلف شمال الأطلسي". و ذكر بوحاميدي الأحداث في سوريا بحيث أكد أن "هناك مخطط لتدمير الأمم و تعويضها بدويلات قائمة على اعتبارات عرقية أو دينية". و تنظم الندوة الدولية "الاستعجالية" تحت عنوان "ضد حروب الاحتلال و التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول ودفاعا عن حرمة و سيادة الأمم" التي انطلقت أشغالها يوم السبت بالجزائر من قبل حزب العمال بالاشتراك مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين.